تعديل

الأحد، 22 يناير 2017

الفُلان

وُضعت الكثير من النظريات حول أصول الشعب الفلاني المنتشر من موريتانيا غربا وحتى ادجيبوتي شرقا، لكن الراجح أن أصول هذا الشعب غير إفريقية بل يبدو أن هجرات قديمة جرت من مصر(أو من الهند) باتجاه أعماق القارة الإفريقية، ويحتج القائلون بالرأي الهندي بتعلق الفلان الشديد بالبقر الذي كان ولا يزال يُعبد في الهند إضافة إلى القبعة التي هي عندهم كالعمامة عند العرب، بينما يحتج أصحاب الرأي المصري بجُملة من الأحداث التاريخية تؤيد كون هجرات جرت من قبل بعض الفراعنة باتجاه منطقة السفانا منها ما كتبه المؤرخ المقريجي في بعض كتبه بأن في صعيد مصر قبائل منها بنوا فُلان والفلانية...
وهناك رأي شاذ بأن أصلهم عربي.
 تواجد الفلان في الجنوب الموريتاني منذ قديم الزمن وما إن وصل الإسلام إلى هذه الربوع حتى اعتنقوه وتفانوا في الدفاع عنه ونشره أكثر من العرب حتى، فهذا الحاج عمر الفوتي أنشأ دولته الإسلامية وطبق الشرع وجاهد في الله، وهذا فوتي ادياڭيلي يقاوم الغزو الفرنسي أشرس مقاومة وهذا العلامة الحاج محمود با يمارس واحدة من أقوى حملات المقاومة الثقافية في وجه ثقافة الغزاة.
 ويتميز الفلان في أخلاقهم بالوفاء وصرامة العزيمة وبهم يضرب المثل في ذلك فيقال: "كلمة كوري" لمن ينفذ ما يقول مهما كلفه ذلك.
ومن قبائل الفلان:
-تورادبو.
-فوتا: فوتا جلو وفوتا تورو.
-سلوباوا.
-سيديبيه.
-ماسيناڭو.
-آدماوا.
 ولغة الفلان متأثرة كثيرا بالعربية فمثلا بالنسبة لأيام الأسبوع: الأحد:آليت، الإثنين: آلتينَ، الثلثاء: تلاته، الأربعاء: آلاربه، الخميس: الكميس!، الجمعة: الجمه.
 ومن مشاهير الفلان: القائد الحاج عمر الفوتي الذي أقام الدولة الإسلامية وقاتل المعترضين عليها وخرب مصالح الفرنسيين في السنغال كما تسبب في سقوط إمارة أولاد امبارك حين عظم خطرها وصارت تكبر الأتاوات على القوافل المتجهة إلى بلاد المسلمين وعنهم يقول ابن انبوجه العلوي:
سبحان ربك رزاق المساكين == من أهل تيشيت من أرض السوادين
كم دون أرزاقهم من مهمه قذف == ودونها من أبي سيف وهنون
 ومن مشاهيرهم كذلك المجاهد: فوتي ادياڭيلي الذي أقض مضاجع الفرنسيين في ڭيديماغا، والعلامة الحاج محمود با الذي أسس مدارس الفلاح التي ساهمت كثيرا في الحفاظ على الهوية الإسلامية في غرب إفريقيا، ولنا وقفة مع هذه الشخصيات إن شاء الله، ومن أغرب الغرائب أنهم لم يحدثونا في المدارس عنهم بينما حفظنا حياة غاندي وجمال عبد الناصر ونازك الملئكة! أف للعنصرية.




0 التعليقات:

إرسال تعليق