يشتهر كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط بكذب صاحبه وفجوره، لكن أحدا لم يتضرر منه تضرر الإمام محمد محمود بن التلاميد التركزي، ولسان حال الأخير ينشد:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص.......فهي الشهادة لي بأني كامل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص.......فهي الشهادة لي بأني كامل
هو محمد محمود بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بُتار التركزي نسبة إلى قبيلة تركز الأموية كما صرح بذلك ابن خلدون موريتانيا العلامة المختار بن حامد في موسوعته الجزء الجغرافي ص58، ويتداول الشناقطة أن سبب تسميتها بهذا الإسم هو أن أحد أجدادهم ركض فنبع الماء في كرامة له، فسمي عبد الرحمن الركاض ثم حُرفت إلى الركاز التي أتت منها هذه التسمية(أنظر كتاب تاريخ شنڭيطي للدكتور حماه الله بن السالم ص429)، وكان ابن التلاميد يكتب في نسبته:العبشمي نسبة إلى عبد شمس، تنتشر قبيلة تركز في شرق ولاية لبراكنه وغرب تڭانت وهي قبيلة من خيار الزوايا في البلد، ويكفيها شرفا انتساب محمد محمود هذا إليها والمقرئ عبد الفتاح التركزي الشهير، وغيرهما من الفضلاء الذين لا يحصيهم محص.
لُقب والده بالتلاميد لأنه أفرد خيمة لتدريس التلاميذ فإذا أراد أحد السؤال عنه يقول:أين خيمة التلاميد؟ ثم اشتهر بها، وكانت لوالده يد في علوم عصره مما مكنه من تربية ابنه تربية معرفية خولته احتلال المكانة التي يحتلها في قائمة أعلام هذه البلاد.
ولد سنة 1245ه-18255م في ضواحي مقاطعة أشرم بولاية تڭانت، وبدأ دراسته-وهو بعد صغييير-على أفراد من أسرته خصوصا أباه، يقول عن نفسه:
غذاني بدر العلم أرأف والد وأرحم أم لم تبتني على غم
ولم يفطماني عنه حتى رويته عن الأب ثم الأخ والخال والأم
وغيرهما من كل حبر سميدع تقي نقي لا عيي ولا فدم
وقد كان أبوه حريصا على تعليمه وتربيته وإعداده ليخلفه، يقول هو عن نفسه:
فبالعلم أوصاني أبي وحضني عليه صغيرا كي أسود بني عمي
وغيرِهم من سائر الناس كلِّهم كن العالم النحرير لا الجاهل الأمي
حفظتُ وصاتي عن أبي محافظا عليها مكبا حالة الصح والسقم
ثم رحل في مراهقته إلى اللغوي الماهر عبد الوهاب بن اكتوشني العلوي بأرض الڭبله حيث تبحر على يديه في اللغة، وقد ذكره في حديثه عن تعليمه في ميميته الآتية حيث يقول:
ولا شيخنا البحر الخضم جدودنا ولا شيخه أبوه ذو العلم والحلم
وأخذ عن غيره من علماء البلد.
وبعد أن ارتوى من العلوم الموجودة في البلد في عصره اشرأبت نفسه إلى اكتشاف العالم، وكان معروفا بعلو الهمة كما سيتبين لك في الآتي، فقرر الرحيل في شبابه إلى الحجاز للحج والتحصيل، وبدأت رحلته الحجازية سنة 1280ه-1864م ومر في طريقه على ابن الأعمش الجكني بتندوف(أقصى الجنوب الجزائري) فأخذ عنه الإجازة في الحديث الشريف، ثم واصل طريقه فمر بالمغرب ومصر ثم ألقى عصى السير في الحجاز، وكان وصوله إلى مكة سنة 1283م-1866م، ثم أدى حجته، وصار يتردد بين مكة والمدينة.
واتصل بشريف مكة عبد الله بن محمد بن عون، وكانت تقع بينه وبين علماء مكة مناورات بينت للشريف علو كعبه وقوة حافظته فرغب في إقامته معه، وفي أثناء ذلك قدِم عليهم القاضي المؤرخ الحسن بن أحمد الضمدي التهامي المعروف بعاكش اليمني بشرح له على لامية العرب للشنفرى فقدمه الشريف للتركزي فجعل عليه حاشية بين فيها أغلاطا للشاح.
ثم إنه رحل إلى المدينة المنورة فتلقاه الأديب عبد الجليل براده وذلك أن ابن التلاميد كان يحمل رسائل من بني عمومة المذكور من مصر وفاس، وقد أخذ عنه عبد الجليل هذا واستفاد منه كثيرا.
وكان محمد محمود في هذه الفترة يستنسخ الكتب الموجودة في مكتبات مكة والمدينة، وكذلك قام برحلات إلى عاصمة الدولة العثمانية أنذاك الأستانة أو القسطنطينية لذات الغرض.
وكانت إحدى رحلاته إليها بعد عام 1300ه-18833م بداية مرحلة جديدة من حياته، فقد كان سبب رحلته هذه-إضافة إلى رغبته في الإطلاع على الكتب-رفع شكوى ضد صاحب وقف الشناقطة بالمدينة المنورة، وكان قد اشتهر أنذاك بسعة اطلاعه وتعلقه بالعلم وصار علمه:"الشيخ الشنقيطي" لا ينازعه فيها أحد، وكان السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرغب في الإطلاع على المخطوطات العربية الموجودة في المكتبات الأوروبية فطلب من حاشيته البحث عن من يقدر على القيام بهذه المهمة ولم يكن في العالم الإسلامي أنذاك أجدر من ابن التلاميد بالقيام بهذه المهمة، وبالفعل فقد سافر ابن التلاميد على متن سفينة عثمانية وحل بباريس والأندلس وغيرهما من المدن الأوروبية، وقد وصف رحلته هذه في سينيته التي مطلعها:
يا ريح طيبة هبي لي صباح مسا واستصحبي من أريج المصطفى نفسا
وألف كتابه:أهم الكتب العربيه الموجودة في خزائن إسبانيه، لكنه عند عودته اشترط على السلطان إجابة طلبه الذي جاء من أجله من المدينة فلم يجبه وبقيت الأوراق التي جاء بها عنده.
وفي عام 1306ه-18899م وأثناء إقامته بالأستانه دعى الملك السويدي-النرويجي أسكار الثاني إلى انعقاد المؤتمر الثامن للمجمع الشرقي في اسكوتهولم وطلب من السلطان العثماني إرسال ابن التلاميد بعينه لا غيره لحضور هذا المؤتمر ممثلا للغة العربية.
فاشترط شروطا للقيام بهذه المهمة: أولها: الإستجابة لطلبه بعزل صاحب وقف الشناقطة بالمدينة المنورة، وثانيها: تجهيز باخرة خاصة به وطباخا ومؤذنا وكاتبا، وثالثها: استصحاب علماء يختارهم، وقبل استجابة السلطان لطلبه زاره في مقر إقامته السفير العام للسويد والنرويج بالدولة العثمانية المستشرق كارلودي لندبرج وطلب منه إنشاء قصيدة يمتدح بها الملك أسكار الثاني ويصف رحلته في طلب العلم والمشايخ الذين أخذ عنهم وإنجازاته العلمية، فأنشأ ابن التلاميد قصيدته الميمية التي هي من عيون الشعر الشنقيطي، ومطلعها:
ألا طرقت مي فتى مطلع النجم غريبا عن الأوطان في بلد العجم
وسنذكرها كاملة في هذا المبحث إن شاء الله.
إلا أن السلطان لم يستجب لشروطه وأمره بالرحيل إلى المدينة المنورة، ولم يكن ابن التلاميد ليتضعضع ويضعف أمام الوالي بل وقف عند شروطه وأصر عليها بكل ثقة في موقف لا يقدر عالم عندها على الوقوف فيه، ورحل إلى المدينة معتزا مفتخرا بدوره في نشر العلم وحمايته، إلا أن أهل المدينة استمروا في مضايقته مستفيدين من خلافاته مع السلطان، فرحل إلى مصر وقال قصيدة منها:
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه إلى بلد على علمي أمينِ
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه محافظة على عرضي وديني
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه مخافة خدن جهل يزدريني
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه مخافة قوم سوء يبهتوني
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه وعن صنوي محمد الأمين
وعن ولدي وأهلي وابن عمي بمقبرة البقيع منى الدفين
وعن كتُب حسان لي أسلت على تحصيلها عرق الجبين
وقدم القاهرة سنة 1307ه-18900م، فنزل عند نقيب الأشراف محمد توفيق البكري الذي أكرمه واستأجر له بيتا وأجرى عليه راتب خمسة جنيهات في الشهر، وتعرف إلى الشيخ محمد عبده الرائد الشهير في الفكر الإسلامي الذي كانت بينه خلافات عميقة مع مشايخ الأزهر، وكانوا قد استبعدوا تدريس اللغة والأدب من مقررات الأزهر فردهما الشيخ محمد عبده وجعل تدريس اللغة للشيخ ابن التلاميد والأدب للشيخ المرصفي(المصدر: مقالة:"كيف عرفت الشيخ الشنقيطي" لأحمد الزيات، مجلة الأزهر (م33ـ392)).
تعرف المصريون-والشيخ محمد عبده بالخصوص-على سعة علم ابن التلاميد وندرة أكفائه فوكلوا إليه مهمة تصحيح مراجع اللغة والأدب من الكتب، فحقق المخصص لابن سيده والقاموس المحيط للفيروزبادي وغيرهما من أمهات الكتب.
وصفه أخص تلاميذه الأديب أحمد تيمور باشا بقوله:"كان رحمه الله نحيفا أسمر اللون، شديد التمسك بالسنة قوالا للحق ولو على نفسه، مع حدة طبع زائدة ولهذا لم ينتفع به إلا القليلون، وكان لا يمل المطالعة ليلا ونهارا حتى أضنته كثرة الجلوس وسببت له أمراضا وآلاما ولاسيما لما اشتغل بتصحيح المخصص فإنه كان يُقابله مع شخص آخر في مكان رطب في الطبقة السفلى من داره فاشتد به مرض الصدر وألم الرئية في أطرافه وكثيرا ما كان يقول:"أنا قتيل المخصص"".
ويقول عنه تلميذه أحمد حسن الزيات:"آية من آيات الله في حفظ اللغة والحديث والشعر والأخبار والأمثال والأنساب لا يند عن ذهنه من كل أولئك نص ولا سند ولا رواية وكان شموس الطبع حاد البادرة قوي المعارضة يجادل عن نفسه بالجواب الحاضر والدليل المفحم واللسان السليط".
وكان رحمه الله واقعيا جادا يكره الخطأ والباطل، يقول عنه تلميذه الزيات:"كان كلما انفلت من صلاة الجمعة دعا بالشيخ إمام السقا خطيب الجامع في تلك الأيام وكان رجلا طاهر القلب ظاهر الورع فإذا جاءه أخذ يعنفه أشد التعنيف على اقترافه الكذب على الرسول بما أورده من الأحاديث الموضوعة في خطبته ثم لا يخليه حتى يستغفر الله ويتوب".
لُقب والده بالتلاميد لأنه أفرد خيمة لتدريس التلاميذ فإذا أراد أحد السؤال عنه يقول:أين خيمة التلاميد؟ ثم اشتهر بها، وكانت لوالده يد في علوم عصره مما مكنه من تربية ابنه تربية معرفية خولته احتلال المكانة التي يحتلها في قائمة أعلام هذه البلاد.
ولد سنة 1245ه-18255م في ضواحي مقاطعة أشرم بولاية تڭانت، وبدأ دراسته-وهو بعد صغييير-على أفراد من أسرته خصوصا أباه، يقول عن نفسه:
غذاني بدر العلم أرأف والد وأرحم أم لم تبتني على غم
ولم يفطماني عنه حتى رويته عن الأب ثم الأخ والخال والأم
وغيرهما من كل حبر سميدع تقي نقي لا عيي ولا فدم
وقد كان أبوه حريصا على تعليمه وتربيته وإعداده ليخلفه، يقول هو عن نفسه:
فبالعلم أوصاني أبي وحضني عليه صغيرا كي أسود بني عمي
وغيرِهم من سائر الناس كلِّهم كن العالم النحرير لا الجاهل الأمي
حفظتُ وصاتي عن أبي محافظا عليها مكبا حالة الصح والسقم
ثم رحل في مراهقته إلى اللغوي الماهر عبد الوهاب بن اكتوشني العلوي بأرض الڭبله حيث تبحر على يديه في اللغة، وقد ذكره في حديثه عن تعليمه في ميميته الآتية حيث يقول:
ولا شيخنا البحر الخضم جدودنا ولا شيخه أبوه ذو العلم والحلم
وأخذ عن غيره من علماء البلد.
وبعد أن ارتوى من العلوم الموجودة في البلد في عصره اشرأبت نفسه إلى اكتشاف العالم، وكان معروفا بعلو الهمة كما سيتبين لك في الآتي، فقرر الرحيل في شبابه إلى الحجاز للحج والتحصيل، وبدأت رحلته الحجازية سنة 1280ه-1864م ومر في طريقه على ابن الأعمش الجكني بتندوف(أقصى الجنوب الجزائري) فأخذ عنه الإجازة في الحديث الشريف، ثم واصل طريقه فمر بالمغرب ومصر ثم ألقى عصى السير في الحجاز، وكان وصوله إلى مكة سنة 1283م-1866م، ثم أدى حجته، وصار يتردد بين مكة والمدينة.
واتصل بشريف مكة عبد الله بن محمد بن عون، وكانت تقع بينه وبين علماء مكة مناورات بينت للشريف علو كعبه وقوة حافظته فرغب في إقامته معه، وفي أثناء ذلك قدِم عليهم القاضي المؤرخ الحسن بن أحمد الضمدي التهامي المعروف بعاكش اليمني بشرح له على لامية العرب للشنفرى فقدمه الشريف للتركزي فجعل عليه حاشية بين فيها أغلاطا للشاح.
ثم إنه رحل إلى المدينة المنورة فتلقاه الأديب عبد الجليل براده وذلك أن ابن التلاميد كان يحمل رسائل من بني عمومة المذكور من مصر وفاس، وقد أخذ عنه عبد الجليل هذا واستفاد منه كثيرا.
وكان محمد محمود في هذه الفترة يستنسخ الكتب الموجودة في مكتبات مكة والمدينة، وكذلك قام برحلات إلى عاصمة الدولة العثمانية أنذاك الأستانة أو القسطنطينية لذات الغرض.
وكانت إحدى رحلاته إليها بعد عام 1300ه-18833م بداية مرحلة جديدة من حياته، فقد كان سبب رحلته هذه-إضافة إلى رغبته في الإطلاع على الكتب-رفع شكوى ضد صاحب وقف الشناقطة بالمدينة المنورة، وكان قد اشتهر أنذاك بسعة اطلاعه وتعلقه بالعلم وصار علمه:"الشيخ الشنقيطي" لا ينازعه فيها أحد، وكان السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرغب في الإطلاع على المخطوطات العربية الموجودة في المكتبات الأوروبية فطلب من حاشيته البحث عن من يقدر على القيام بهذه المهمة ولم يكن في العالم الإسلامي أنذاك أجدر من ابن التلاميد بالقيام بهذه المهمة، وبالفعل فقد سافر ابن التلاميد على متن سفينة عثمانية وحل بباريس والأندلس وغيرهما من المدن الأوروبية، وقد وصف رحلته هذه في سينيته التي مطلعها:
يا ريح طيبة هبي لي صباح مسا واستصحبي من أريج المصطفى نفسا
وألف كتابه:أهم الكتب العربيه الموجودة في خزائن إسبانيه، لكنه عند عودته اشترط على السلطان إجابة طلبه الذي جاء من أجله من المدينة فلم يجبه وبقيت الأوراق التي جاء بها عنده.
وفي عام 1306ه-18899م وأثناء إقامته بالأستانه دعى الملك السويدي-النرويجي أسكار الثاني إلى انعقاد المؤتمر الثامن للمجمع الشرقي في اسكوتهولم وطلب من السلطان العثماني إرسال ابن التلاميد بعينه لا غيره لحضور هذا المؤتمر ممثلا للغة العربية.
فاشترط شروطا للقيام بهذه المهمة: أولها: الإستجابة لطلبه بعزل صاحب وقف الشناقطة بالمدينة المنورة، وثانيها: تجهيز باخرة خاصة به وطباخا ومؤذنا وكاتبا، وثالثها: استصحاب علماء يختارهم، وقبل استجابة السلطان لطلبه زاره في مقر إقامته السفير العام للسويد والنرويج بالدولة العثمانية المستشرق كارلودي لندبرج وطلب منه إنشاء قصيدة يمتدح بها الملك أسكار الثاني ويصف رحلته في طلب العلم والمشايخ الذين أخذ عنهم وإنجازاته العلمية، فأنشأ ابن التلاميد قصيدته الميمية التي هي من عيون الشعر الشنقيطي، ومطلعها:
ألا طرقت مي فتى مطلع النجم غريبا عن الأوطان في بلد العجم
وسنذكرها كاملة في هذا المبحث إن شاء الله.
إلا أن السلطان لم يستجب لشروطه وأمره بالرحيل إلى المدينة المنورة، ولم يكن ابن التلاميد ليتضعضع ويضعف أمام الوالي بل وقف عند شروطه وأصر عليها بكل ثقة في موقف لا يقدر عالم عندها على الوقوف فيه، ورحل إلى المدينة معتزا مفتخرا بدوره في نشر العلم وحمايته، إلا أن أهل المدينة استمروا في مضايقته مستفيدين من خلافاته مع السلطان، فرحل إلى مصر وقال قصيدة منها:
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه إلى بلد على علمي أمينِ
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه محافظة على عرضي وديني
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه مخافة خدن جهل يزدريني
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه مخافة قوم سوء يبهتوني
رحلتُ عن الرسول وصاحبيه وعن صنوي محمد الأمين
وعن ولدي وأهلي وابن عمي بمقبرة البقيع منى الدفين
وعن كتُب حسان لي أسلت على تحصيلها عرق الجبين
وقدم القاهرة سنة 1307ه-18900م، فنزل عند نقيب الأشراف محمد توفيق البكري الذي أكرمه واستأجر له بيتا وأجرى عليه راتب خمسة جنيهات في الشهر، وتعرف إلى الشيخ محمد عبده الرائد الشهير في الفكر الإسلامي الذي كانت بينه خلافات عميقة مع مشايخ الأزهر، وكانوا قد استبعدوا تدريس اللغة والأدب من مقررات الأزهر فردهما الشيخ محمد عبده وجعل تدريس اللغة للشيخ ابن التلاميد والأدب للشيخ المرصفي(المصدر: مقالة:"كيف عرفت الشيخ الشنقيطي" لأحمد الزيات، مجلة الأزهر (م33ـ392)).
تعرف المصريون-والشيخ محمد عبده بالخصوص-على سعة علم ابن التلاميد وندرة أكفائه فوكلوا إليه مهمة تصحيح مراجع اللغة والأدب من الكتب، فحقق المخصص لابن سيده والقاموس المحيط للفيروزبادي وغيرهما من أمهات الكتب.
وصفه أخص تلاميذه الأديب أحمد تيمور باشا بقوله:"كان رحمه الله نحيفا أسمر اللون، شديد التمسك بالسنة قوالا للحق ولو على نفسه، مع حدة طبع زائدة ولهذا لم ينتفع به إلا القليلون، وكان لا يمل المطالعة ليلا ونهارا حتى أضنته كثرة الجلوس وسببت له أمراضا وآلاما ولاسيما لما اشتغل بتصحيح المخصص فإنه كان يُقابله مع شخص آخر في مكان رطب في الطبقة السفلى من داره فاشتد به مرض الصدر وألم الرئية في أطرافه وكثيرا ما كان يقول:"أنا قتيل المخصص"".
ويقول عنه تلميذه أحمد حسن الزيات:"آية من آيات الله في حفظ اللغة والحديث والشعر والأخبار والأمثال والأنساب لا يند عن ذهنه من كل أولئك نص ولا سند ولا رواية وكان شموس الطبع حاد البادرة قوي المعارضة يجادل عن نفسه بالجواب الحاضر والدليل المفحم واللسان السليط".
وكان رحمه الله واقعيا جادا يكره الخطأ والباطل، يقول عنه تلميذه الزيات:"كان كلما انفلت من صلاة الجمعة دعا بالشيخ إمام السقا خطيب الجامع في تلك الأيام وكان رجلا طاهر القلب ظاهر الورع فإذا جاءه أخذ يعنفه أشد التعنيف على اقترافه الكذب على الرسول بما أورده من الأحاديث الموضوعة في خطبته ثم لا يخليه حتى يستغفر الله ويتوب".
تلاميذه:
ممن أخذوا عنه:
-الأديب أحمد تيمور باشا: درس عليه المعلقات العشر.
-الأديب ورجل الدولة أحمد حسن الزيات: درس عليه المعلقات العشر وبعض قصائده.
-العلامة المغربي أبو شعيب الدكالي أخذ عنه اللغة والحديث.
-العلامة الشاعر محمد الامين بن فال الخير الحسني الموريتاني تعمق على يديه في اللغة.
-الأديب محمود أفندي خاطر لازمه زمنا.
-الأديب محمد توفيق البكري، أخذ عنه غريب اللغة.
-الشيخ أحمد عمر المحمصاني الشامي أخذ عنه المعلقات السبع ولامية العرب.
-الأديب الشاعر محمد محمود الرافعي اللبناني، أخذ عنه المترادفات.
ممن أخذوا عنه:
-الأديب أحمد تيمور باشا: درس عليه المعلقات العشر.
-الأديب ورجل الدولة أحمد حسن الزيات: درس عليه المعلقات العشر وبعض قصائده.
-العلامة المغربي أبو شعيب الدكالي أخذ عنه اللغة والحديث.
-العلامة الشاعر محمد الامين بن فال الخير الحسني الموريتاني تعمق على يديه في اللغة.
-الأديب محمود أفندي خاطر لازمه زمنا.
-الأديب محمد توفيق البكري، أخذ عنه غريب اللغة.
-الشيخ أحمد عمر المحمصاني الشامي أخذ عنه المعلقات السبع ولامية العرب.
-الأديب الشاعر محمد محمود الرافعي اللبناني، أخذ عنه المترادفات.
مكانته:
لقد شهد كل من عرف ابن التلاميد-عدا صاحب الوسيط-بعبقريته وسعة باعه وسرعة بديهته، يقول عنه طه حسين : كان أولئك الطلبة الكبار يتحدثون بأنهم لم يروا ضريبا للشيخ الشنقيطي في حفظ اللغة ورواية الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب، ويقول الأستاذ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار المصرية عن ولد اتلاميد: إنه العلامة المحدث الذي انتهت إليه رئاسة علوم اللغة والحديث في هذه الديار لاسيما علم الرواية للحديث الشريف وأشعار العرب المخضرمين، كما كان أعلم المسلمين بأسرار اللغة العربية والواقفين على المخطوطات ومرجعا في تقرير الأحكام اللغوية، ويقول عنه عبد الجليل برادة: إنه أحد فضلاء الدهر لم تر العين مثله ولا أظنها تراه الحائز من كل معنى غايته ومنتهاه، ويقول عنه سفير السويد بمصر وهو مستشرق ذو اطلاع على الثقافة العربية: كان رجلا عربيا قحا من صميم العرب لغة وعادة ومنشأ ومسكنا، ويقول الدكتور محمد التونجي في مقدمة تحقيقه لديوان الأفوه الأودي:"وقد اعتمدنا في عملنا هذا على المخطوطة الوحيدة التي بين أيدينا والتي قدمها ناسخها بقوله:"الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده هذا جزء فيه شعر الأفوه الأودي مخروم ومبتور واسمه صلاءة ابن عمرو جاهلي"، صاحب هذه المخطوطة وناسخها عن أصلها القديم محمد محمود بن أحمد التركزي الشنقيطي وهو علامة عصره في اللغة والأدب...إلى أن يقول:وقد خدم هذا العلامة التراث العربي خدمة نادرة وعجيبة في جمعه وتحقيقه ونسخه، كما أنه ذو باع في كشف أغلاط الكتب القديمة من ذلك تصحيحه لأغلاط الأغاني.
نسخ الشنقيطي هذا الديوان من مظان عثر عليها وكذلك فعل في غيره وكتبه بخطه المغربي الموريتاني الجميل جزاه الله عنا كل خير.
وديوان الأفوه من ممتلكات الشنقيطي المحفوظة في الكتب خانة الخديوية المصرية.."اهـ بلفظه.
وقال الدكتور ناصر الدين الأسد في تحقيقه لديوان الحادرة:"سادسا النسخة التي رمزت لها بالحرفين يش وهي محفوظة في دار الكتب المصرية ورقمها فيها 34 أدب ش وهي سبع ورقات بخط مغربي كتبها محمد محمود بن التلاميد الشنقيطي".
ويقول الدكتور يسري عبد الغني عبد الله في تحقيقه لديوان الخرنق بنت بدر ص 211:"ملحوظة هامة:إحقاقا للحق يجب أن نذكر جهد الشيخ محمد محمود بن التلاميد الشنقيطي رحمه الله وذلك لأن مخطوطته تعتبر بحق أول محاولة لتحقيق ديوان الخرنق وعليها اعتمد الأب لويس شيخو وقبله بشير يموت وبعدهما الأستاذ حسين نصار..".
وقال أديب سوريا ابراهيم أفندي كرامه:
من أفق شنقيط في أعلى فروق بدا بدر سنا فضله في الكون مشهود
فعاله وسجاياه وسيرته ووصفه واسمه في الناس محمود
لقد شهد كل من عرف ابن التلاميد-عدا صاحب الوسيط-بعبقريته وسعة باعه وسرعة بديهته، يقول عنه طه حسين : كان أولئك الطلبة الكبار يتحدثون بأنهم لم يروا ضريبا للشيخ الشنقيطي في حفظ اللغة ورواية الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب، ويقول الأستاذ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار المصرية عن ولد اتلاميد: إنه العلامة المحدث الذي انتهت إليه رئاسة علوم اللغة والحديث في هذه الديار لاسيما علم الرواية للحديث الشريف وأشعار العرب المخضرمين، كما كان أعلم المسلمين بأسرار اللغة العربية والواقفين على المخطوطات ومرجعا في تقرير الأحكام اللغوية، ويقول عنه عبد الجليل برادة: إنه أحد فضلاء الدهر لم تر العين مثله ولا أظنها تراه الحائز من كل معنى غايته ومنتهاه، ويقول عنه سفير السويد بمصر وهو مستشرق ذو اطلاع على الثقافة العربية: كان رجلا عربيا قحا من صميم العرب لغة وعادة ومنشأ ومسكنا، ويقول الدكتور محمد التونجي في مقدمة تحقيقه لديوان الأفوه الأودي:"وقد اعتمدنا في عملنا هذا على المخطوطة الوحيدة التي بين أيدينا والتي قدمها ناسخها بقوله:"الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده هذا جزء فيه شعر الأفوه الأودي مخروم ومبتور واسمه صلاءة ابن عمرو جاهلي"، صاحب هذه المخطوطة وناسخها عن أصلها القديم محمد محمود بن أحمد التركزي الشنقيطي وهو علامة عصره في اللغة والأدب...إلى أن يقول:وقد خدم هذا العلامة التراث العربي خدمة نادرة وعجيبة في جمعه وتحقيقه ونسخه، كما أنه ذو باع في كشف أغلاط الكتب القديمة من ذلك تصحيحه لأغلاط الأغاني.
نسخ الشنقيطي هذا الديوان من مظان عثر عليها وكذلك فعل في غيره وكتبه بخطه المغربي الموريتاني الجميل جزاه الله عنا كل خير.
وديوان الأفوه من ممتلكات الشنقيطي المحفوظة في الكتب خانة الخديوية المصرية.."اهـ بلفظه.
وقال الدكتور ناصر الدين الأسد في تحقيقه لديوان الحادرة:"سادسا النسخة التي رمزت لها بالحرفين يش وهي محفوظة في دار الكتب المصرية ورقمها فيها 34 أدب ش وهي سبع ورقات بخط مغربي كتبها محمد محمود بن التلاميد الشنقيطي".
ويقول الدكتور يسري عبد الغني عبد الله في تحقيقه لديوان الخرنق بنت بدر ص 211:"ملحوظة هامة:إحقاقا للحق يجب أن نذكر جهد الشيخ محمد محمود بن التلاميد الشنقيطي رحمه الله وذلك لأن مخطوطته تعتبر بحق أول محاولة لتحقيق ديوان الخرنق وعليها اعتمد الأب لويس شيخو وقبله بشير يموت وبعدهما الأستاذ حسين نصار..".
وقال أديب سوريا ابراهيم أفندي كرامه:
من أفق شنقيط في أعلى فروق بدا بدر سنا فضله في الكون مشهود
فعاله وسجاياه وسيرته ووصفه واسمه في الناس محمود
مناظراته:
لقد كان ابن التلاميد كثير المناظرة ساعيا في إحقاق الحق وإبطال الباطل، ومن مناظراته:
-إنكاره على أهل مصر كنس قبة ضريح الإمام الشافعي سنويا، ونظم في ذلك قصيدة سماها: تحلية كل جيد عاطل بتأييد السنة ونفي الباطل، منها:
فلو كان كنس القبر لله قُربة لكان به قبر الصحابي أجدرا
فعندكمُ ابن العاص عمرو أميركم به فتح الله البلاد وعمرا
فتيكم قبور الصحب والتابعيهمُ بإحسانهم صارت هشيما وعثيرا
-وكذلك أنكر على أهل المدينة إحرامهم للحج من رابغ أو الجحفة بدلا من ذي الحليفه.
-محاوراته بشأن صرف عمر وثُعل.
-خلافاته مع البرزنجيين في تلحينهم الإمام مالك في قوله في الموطأ كتاب النذور والأيمان باب فيمن نذر مشيا إلى بيت الله فعجز:"وعليه هدي بدنة أو بقرة أو شاة إن لم يجد إلا هي".
-تلحيده للبرزنجيين في قولهم: أبتدء باسم الذات عالية الشان، فهذه بدعة بينة إن لم تكن إلحادا كما بين ذلك ابن التلاميد.
-كان يخطأ القاضي عياض في شرحه للحديثين:"...فابن لبون ذكرٍ.." و"..فلأولى رجل ذكرٍ.." من أن ذكر في الحديثين لمجرد التوكيد.
-خلافه مع الأزهريين حول لبس الخفين الأسود.
-خلافه مع أحمد بن الأمين العلوي الموريتاني حول صرف عمر وقد افترى ابن الأمين في ترجمته له أنه قال أنه ألف كتابا جمع فيه مائة شاهد لم يترك فيه حجة لأحد، فادعى ابن الأمين أن هذا الكتاب لا وجود له وقد رد عليه رائد بن حسن الشلاحي في كتابه:قطف العناقيد من ترجمة ابن التلاميد ص60 حيث بين أنه ألف كتابين في ذلك وجدا بعد موته، قال عبد اللطيف الدليشي الخالدي في كتابه من أعلام الفكر الإسلامي بالبصرة محمد أمين الشنقيطي ص69:"ومهما تحامل صاحب الوسيط على الشيخ محمد محمود في كتابه الذي ألفه بعد وفاة ابن التلاميد التركزي ببضع سنين حيث روج لتلك الدعاية الواسعة ضده في الهجاء المقذع والتجهيل وهو عاجز عن الرد عليه كما رد على خصومه وكال لهم الصاع صاعين في حياته فلم تلن قناته لهم بل قارعهم الحجة بالحجة وهجاهم بأشد وأشرف مما هجوه به...".
لقد كان ابن التلاميد كثير المناظرة ساعيا في إحقاق الحق وإبطال الباطل، ومن مناظراته:
-إنكاره على أهل مصر كنس قبة ضريح الإمام الشافعي سنويا، ونظم في ذلك قصيدة سماها: تحلية كل جيد عاطل بتأييد السنة ونفي الباطل، منها:
فلو كان كنس القبر لله قُربة لكان به قبر الصحابي أجدرا
فعندكمُ ابن العاص عمرو أميركم به فتح الله البلاد وعمرا
فتيكم قبور الصحب والتابعيهمُ بإحسانهم صارت هشيما وعثيرا
-وكذلك أنكر على أهل المدينة إحرامهم للحج من رابغ أو الجحفة بدلا من ذي الحليفه.
-محاوراته بشأن صرف عمر وثُعل.
-خلافاته مع البرزنجيين في تلحينهم الإمام مالك في قوله في الموطأ كتاب النذور والأيمان باب فيمن نذر مشيا إلى بيت الله فعجز:"وعليه هدي بدنة أو بقرة أو شاة إن لم يجد إلا هي".
-تلحيده للبرزنجيين في قولهم: أبتدء باسم الذات عالية الشان، فهذه بدعة بينة إن لم تكن إلحادا كما بين ذلك ابن التلاميد.
-كان يخطأ القاضي عياض في شرحه للحديثين:"...فابن لبون ذكرٍ.." و"..فلأولى رجل ذكرٍ.." من أن ذكر في الحديثين لمجرد التوكيد.
-خلافه مع الأزهريين حول لبس الخفين الأسود.
-خلافه مع أحمد بن الأمين العلوي الموريتاني حول صرف عمر وقد افترى ابن الأمين في ترجمته له أنه قال أنه ألف كتابا جمع فيه مائة شاهد لم يترك فيه حجة لأحد، فادعى ابن الأمين أن هذا الكتاب لا وجود له وقد رد عليه رائد بن حسن الشلاحي في كتابه:قطف العناقيد من ترجمة ابن التلاميد ص60 حيث بين أنه ألف كتابين في ذلك وجدا بعد موته، قال عبد اللطيف الدليشي الخالدي في كتابه من أعلام الفكر الإسلامي بالبصرة محمد أمين الشنقيطي ص69:"ومهما تحامل صاحب الوسيط على الشيخ محمد محمود في كتابه الذي ألفه بعد وفاة ابن التلاميد التركزي ببضع سنين حيث روج لتلك الدعاية الواسعة ضده في الهجاء المقذع والتجهيل وهو عاجز عن الرد عليه كما رد على خصومه وكال لهم الصاع صاعين في حياته فلم تلن قناته لهم بل قارعهم الحجة بالحجة وهجاهم بأشد وأشرف مما هجوه به...".
آثاره:
-الحماسة السنية الكاملة المَزية في الرحلة العلمية الشنقيطية التركزية، وهي أشبه ما تكون بسيرة ذاتية.
-عذب المنهل والمعل في صرف ثعل.
-طهارة العلم المستنجي من نجاسة الجهل البرزنجي.
-الحق المبين المضاع في رد اختلاف الجهلة الأوغاد الوضاع.
-فهرس الأسكوريال.
-تصحيح الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.
وقد حقق وصحح عشرات الكتب الأخرى منها: أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، والقاموس المحيط للفيروزبادي، والمخصص لابن سيده.
ونسخ كذلك عشرات الكتب منها: الأصمعيات والمفضليات وخزانة الأدب للبغدادي، وديوان الهذليين، ورسالة الغفران.
والدواوين، منها: ديوان امرئ القيس، وديوان الخنساء وديوان الحادرة وديوان الخرنق بنت بدر وديوان طرفة بن العبد وديوان ابن قيس الرقيات وديوان أبي طالب.
وقد أوقف كل كتبه على بنيه وقومه.
-الحماسة السنية الكاملة المَزية في الرحلة العلمية الشنقيطية التركزية، وهي أشبه ما تكون بسيرة ذاتية.
-عذب المنهل والمعل في صرف ثعل.
-طهارة العلم المستنجي من نجاسة الجهل البرزنجي.
-الحق المبين المضاع في رد اختلاف الجهلة الأوغاد الوضاع.
-فهرس الأسكوريال.
-تصحيح الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.
وقد حقق وصحح عشرات الكتب الأخرى منها: أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، والقاموس المحيط للفيروزبادي، والمخصص لابن سيده.
ونسخ كذلك عشرات الكتب منها: الأصمعيات والمفضليات وخزانة الأدب للبغدادي، وديوان الهذليين، ورسالة الغفران.
والدواوين، منها: ديوان امرئ القيس، وديوان الخنساء وديوان الحادرة وديوان الخرنق بنت بدر وديوان طرفة بن العبد وديوان ابن قيس الرقيات وديوان أبي طالب.
وقد أوقف كل كتبه على بنيه وقومه.
شعره:
من أشهر شعره قصيدته التي كان ينوي المشاركة بها في مؤتمر اسكوتهولم للعلوم الشرقية وبدايتها:
ألا طرقت ميٌّ فتى مطلع النجم غريبا عن الأوطان في بلد العجم
فتى من مصاص العرب قد جاء شاكيا تعدي أهل الجور والظلم والهضم
مَنافية زارت على شط دارها خدبا مذبا عن قريش وعن دعمي
فتاة ضياء الشمس ضوء جبينها حصان رزان عبلة بضة الجسم
إذا غاب عنها البعل حينا تخدرت ويرضيه نيل الشم إن آب واللثم
تصافحه عند اللقى بأنامل سباط البنان لا غلاظ ولا كُزم
وتسقيه من ثغر أغر مفلج لذيذ المذاق ذي رُضاب وذي ظلم
لطيفة طي الكشح خمصانة الحشا روادفها ريا من اللحم والشحم
عقيلة أتراب نواعم خرد خدال الشوى درم الكعوب بلا حجم
مراكبها يوم الرحيل هوادج مخدرة بالوشي والعقل والرقم
إلى مثلها يصبو الحليم صبابة فيصبح صبا مُستخفا بلا حلم
ومنها:
أأسكار ذا الثاني سآتيك وافدا على بابك السامي لمجمعك الضخم
نحلتك مدحي إذ علت بك همة فراسلت تبغيني لتقبس من علمي
ونوهت لي باسمي وما كان خاملا لتجمع بين الإسم عندك والجسم
فحبرتَ باسمي خطبة عربية فسارت بها الركبان في النجد والتهم
وما في ملوك الروم قبلك من رجا حضوري لديه لاشتهاري بالعلم
مآدب كل الناس للطعم وحده ومأدبتا أسكار للعلم والطُّعم
دعا دعوة للعلم عمت وخصصت فأضحى بها أسكار يعلو على النجم
دعا الجفلى كل الأنام معمما وبالنقرى كنتُ المخصص بالإسم
عن العرب العرباء آتيك نائبا وعن أمة الإسلام في العلم والفهم
وفي اللغة الفصحى القريشية التي بها أثبت القرآن في الصحف بالرسم
ومنها:
شغفت بحب العلم طفلا متمما فصار غذاء الروح واللحم والعظم
غذاني بدر العلم أرأف والد وأرحم أم لم تبتني على غم
ولم يفطماني عنه حتى رويته عن الأب ثم الأخ والخال والأم
وعن غيرهم من كل حبر سميدع تقي نقي لا عيي ولا فدم
ولما طعمت لذة العلم صيرت سواها من اللذات عندي كالسم
ولما عشقت العلم عشق دراية سلوت عن الاوطان والاهل والخلم
ولما علمت ما علمت بغربنا ترحلت نحو الشرق بالحزم والعزم
ولم يثن عزمي نهي حسناء غادة شبيهة جمل بل بثينة بل نعم
ولم يعم قلبي حب عذراء كاعب وحب العذارى قد يصم وقد يعمي
رحلت لجمع العلم والكتب ذاهبا إلى الله أبغي بسطة العلم في جسمي
وأمعنت في إدراك ما رمت نيله فأدركت ما أدركت بالصبر والحزم
وصرت بما أدركت من ذين هاديا بشمس على شمس ونجم على نجم
فبالعلم أوصاني أبي وحضني عليه صغيرا كي أسود بني عمي
وغيرهمُ من سائر الناس كلهم كن العالم النحرير لا الجاهل الأمي
حفظت وصاتي عن أبي محافظا عليها مكبا حالة الصح والسقم
فصارت جنود الجهل يا مي حسدي وما لي إليهم غير علمي من جرم
وإني في ازدياد علمي لممعن لأحرز دون الناس غنما على غنم
وإني في ازدياد علمي لممعن لأجدع أنف الحاسدين على الرغم
وإني في ازدياد علمي لممعن لأملأ صدر الضد وغما على وغم
وإني في ازدياد علمي لممعن لترضى بنات الخال عني والعم
وإني لأبني العلم وحدي خاليا وأبغيه بين الناس في ملإ جم
وإني لأبغي العلم رجلان حافيا وأبغيه فوق العيس في البؤس والنعم
وإني لأبغي العلم يقظان قاعدا وفي مضجعي في النوم أبغيه بالحلم
وأبغيه جهرا بالدراسة معلنا وأبغيه وقت السر والأمر ذي الكتم
وأبغيه وقت الحرب والسلم لا أني وأبغيه أوقات العدالة والظلم
وأطلبه شبعان ريان كاسيا وأطلبه جوعان ظمآن ذا هدم
وجلت له في العرب والعجم صابرا على هنوات من عريب ومن عجم
وجلت له في الروم والترك صابرا أقرقف تحت الثلج والوابل السجم
سددت ثغور العلم شرقا ومغربا بفتق ورتق من لدني على علم
رفعتُ بها أعلام علم رفيعة وشيدتها بالهدم مني والردم
ومنها في مسألة صرف عمر:
فعدنان طرا ثم قحطان أجمعوا على صرفه نثرا ونظما على نظم
فذا الصرف أصل لن يجوز تركه بغير دليل ثابت الأس بالدعم
فهذي البراهين المبينة أبطلت دعاوي عدل العادلين إلى الهضم
فمذ ألف عام ثم قرنين بعده بها ركموا البهتان أيتما ركم
فبينت إفك القائلين بعدله وزحزحت عنه سادة العرب والعجم
وأفردت تأليفا لتحقيق صرفه عجيبا بلا شكد عليه ولا شكم
أحطت به علما وأبطلت كلما ا دعوا عدله شرواه كالزفر اليم
وكالجشم الصدر الذي صح نقله وكالقثم الوصف المسوغ من القثم
وذا حصن جهل قد توليتُ فتحه بعلمي بلا سيف ورمح ولا سهم
فجددت نصحا بعد ألف مكمل وقرنين علم العرب بالمحض من علمي
مضى سيبويه الفحل لم يشعرن به ولم يشعر النحرير أخفشه المنمي
ولم يشعر القاري الكسائي عليهم ولم يشعر الفراء بعد ولا الجرمي
ولا ثعلب ولا المبرد قرنه ولا الفارسي فارس النصب والجزم
ولم يشعر ابن الحاجب الندب حبرهم ولم يشعر ابن مالكِ الرفع والضم
ولا ابن هشام جامع النحو لبِّه بمغن وتوضيح وقطر ندى يهمي
ولم يشعر المختار منشي احمراره لنفع عباد الله من نحوه الطم
ولا شيخه انجبنان من كان عنده له فتح الرحمن في النحو في الحلم
ولا ابن ابنه عبد الودود الذي غدا له نحوه إرثا مباحا بلا قسم
ولا شيخه بلا ولا ابن حبيبنا ولا حرمة الرحمن ذو العلم والفهم
ولا غيرهم من كل أروع جهبذ عليم بعلم النحو ذي أدب صتم
وكنت بحمد الله أول مرشد إليه أقود الناس باللجم والخطم
فأرشدتُ قوما مقتدين بوهمهم وكم بين ذي علم يقين وذي وهم
فعلامهم دانوا لذا الصرف طاعة وجهالهم داموا على المنع والغشم
وداموا على لحن الحديث سفاهة وتحريفه الممنوع في النطق والرقم
وداموا على أوهامهم ثم جادلوا بباطلهم ليدحضوا الحق بالوهم
وقد حكموا بالمنع والعدل ضلة بلا بينات قبل حكم لذي حكم
ومالهمُ غير الضرورة حجة وتقليد ميت مخطئ والهوى المعمي
ولو كان ذاك الميت حيا وجاءني لتاب وخص الرجل مني باللثم
وسينيته الشهيرة الرائعة التي قالها وهو في أوروبا متشوقا إلى المدينة المنورة:
يا ريح طيبة هبي لي صباح مسا
واستصحبي من أريج المصطفى نفسا
واستصحبي من عبير الصاحبين شذى
يفوق مشمومه المشموم والهبسا
واستصحبي من خديج نفحة شملت
منها الثنايا العذاب الغر واللعسا
ونفحة من شذاها كنت أعهدها
تشفي الضجيع إذا ما شم أو لمسا
وطيب أنفاسها بعد الكرى سحرا
كي تذهبي عن غريب لوعة وأسى
شيخ من العرب العرباء ليس له
منها نديم ولا ردء ولا جلسا
إلى مدينة خير الرسل موطنه
يشتاق جدا إذا ما ليله دمسا
تقاسم البين والأشواق صورته
قلبا بطيب وجسما حل أندلسا
من يأت طيبة يسئل عنه ذا أدب
يجد محمد محمود بها أنسا
وذاك سعيي لكسب المجد فزت به
قد جال في خاطري قدما وقد هجسا
خضت العباب من الملح الأجاج على
نجيبة لم تكن جلسا ولا فرسا
ولم يعارض أبوها أمها طلبا
للطرق سرا ولا جهرا وما قبسا
من عزه الشعر قولا حين يركبها
تفجر الشعر فورا منه وانبجسا
فلو بلاها زهير كان ممتحنا
بله القلاص عليها كعبه الندسا
ولو بلا سيرها غيلان حين غلا
في سير صيدحه غيلان ما نبسا
ولو بلا سيرها الضليل ما وصف الــــــ
رتك النعامي لا عيا ولا خرسا
بل أعرضوا عن سواها مولعين بها
وأحسنوا نعتهم تسيارها السلسا
نجيبة من بنات البحر ناجية
من زل عن ظهرها في بطنه غطسا
إلى أن يقول:
لكتب أندلس ويل لأندلس
وعلم أندلس من بعد ما اندرسا
جزيرة العلم والإسلام قبل وقد
هدت قواعده بالكفر فارتكسا
وجدت كتبا بها غرا محجلة
منها الجديد ومنها الرث قد درسا
لكنها في حصون الروم محصنة
فنفعها عن مراد الواقف احتبسا
أمسى حديثا معادا أهل أندلس
وأعظما رمما كانت هي الرؤسا
من أشهر شعره قصيدته التي كان ينوي المشاركة بها في مؤتمر اسكوتهولم للعلوم الشرقية وبدايتها:
ألا طرقت ميٌّ فتى مطلع النجم غريبا عن الأوطان في بلد العجم
فتى من مصاص العرب قد جاء شاكيا تعدي أهل الجور والظلم والهضم
مَنافية زارت على شط دارها خدبا مذبا عن قريش وعن دعمي
فتاة ضياء الشمس ضوء جبينها حصان رزان عبلة بضة الجسم
إذا غاب عنها البعل حينا تخدرت ويرضيه نيل الشم إن آب واللثم
تصافحه عند اللقى بأنامل سباط البنان لا غلاظ ولا كُزم
وتسقيه من ثغر أغر مفلج لذيذ المذاق ذي رُضاب وذي ظلم
لطيفة طي الكشح خمصانة الحشا روادفها ريا من اللحم والشحم
عقيلة أتراب نواعم خرد خدال الشوى درم الكعوب بلا حجم
مراكبها يوم الرحيل هوادج مخدرة بالوشي والعقل والرقم
إلى مثلها يصبو الحليم صبابة فيصبح صبا مُستخفا بلا حلم
ومنها:
أأسكار ذا الثاني سآتيك وافدا على بابك السامي لمجمعك الضخم
نحلتك مدحي إذ علت بك همة فراسلت تبغيني لتقبس من علمي
ونوهت لي باسمي وما كان خاملا لتجمع بين الإسم عندك والجسم
فحبرتَ باسمي خطبة عربية فسارت بها الركبان في النجد والتهم
وما في ملوك الروم قبلك من رجا حضوري لديه لاشتهاري بالعلم
مآدب كل الناس للطعم وحده ومأدبتا أسكار للعلم والطُّعم
دعا دعوة للعلم عمت وخصصت فأضحى بها أسكار يعلو على النجم
دعا الجفلى كل الأنام معمما وبالنقرى كنتُ المخصص بالإسم
عن العرب العرباء آتيك نائبا وعن أمة الإسلام في العلم والفهم
وفي اللغة الفصحى القريشية التي بها أثبت القرآن في الصحف بالرسم
ومنها:
شغفت بحب العلم طفلا متمما فصار غذاء الروح واللحم والعظم
غذاني بدر العلم أرأف والد وأرحم أم لم تبتني على غم
ولم يفطماني عنه حتى رويته عن الأب ثم الأخ والخال والأم
وعن غيرهم من كل حبر سميدع تقي نقي لا عيي ولا فدم
ولما طعمت لذة العلم صيرت سواها من اللذات عندي كالسم
ولما عشقت العلم عشق دراية سلوت عن الاوطان والاهل والخلم
ولما علمت ما علمت بغربنا ترحلت نحو الشرق بالحزم والعزم
ولم يثن عزمي نهي حسناء غادة شبيهة جمل بل بثينة بل نعم
ولم يعم قلبي حب عذراء كاعب وحب العذارى قد يصم وقد يعمي
رحلت لجمع العلم والكتب ذاهبا إلى الله أبغي بسطة العلم في جسمي
وأمعنت في إدراك ما رمت نيله فأدركت ما أدركت بالصبر والحزم
وصرت بما أدركت من ذين هاديا بشمس على شمس ونجم على نجم
فبالعلم أوصاني أبي وحضني عليه صغيرا كي أسود بني عمي
وغيرهمُ من سائر الناس كلهم كن العالم النحرير لا الجاهل الأمي
حفظت وصاتي عن أبي محافظا عليها مكبا حالة الصح والسقم
فصارت جنود الجهل يا مي حسدي وما لي إليهم غير علمي من جرم
وإني في ازدياد علمي لممعن لأحرز دون الناس غنما على غنم
وإني في ازدياد علمي لممعن لأجدع أنف الحاسدين على الرغم
وإني في ازدياد علمي لممعن لأملأ صدر الضد وغما على وغم
وإني في ازدياد علمي لممعن لترضى بنات الخال عني والعم
وإني لأبني العلم وحدي خاليا وأبغيه بين الناس في ملإ جم
وإني لأبغي العلم رجلان حافيا وأبغيه فوق العيس في البؤس والنعم
وإني لأبغي العلم يقظان قاعدا وفي مضجعي في النوم أبغيه بالحلم
وأبغيه جهرا بالدراسة معلنا وأبغيه وقت السر والأمر ذي الكتم
وأبغيه وقت الحرب والسلم لا أني وأبغيه أوقات العدالة والظلم
وأطلبه شبعان ريان كاسيا وأطلبه جوعان ظمآن ذا هدم
وجلت له في العرب والعجم صابرا على هنوات من عريب ومن عجم
وجلت له في الروم والترك صابرا أقرقف تحت الثلج والوابل السجم
سددت ثغور العلم شرقا ومغربا بفتق ورتق من لدني على علم
رفعتُ بها أعلام علم رفيعة وشيدتها بالهدم مني والردم
ومنها في مسألة صرف عمر:
فعدنان طرا ثم قحطان أجمعوا على صرفه نثرا ونظما على نظم
فذا الصرف أصل لن يجوز تركه بغير دليل ثابت الأس بالدعم
فهذي البراهين المبينة أبطلت دعاوي عدل العادلين إلى الهضم
فمذ ألف عام ثم قرنين بعده بها ركموا البهتان أيتما ركم
فبينت إفك القائلين بعدله وزحزحت عنه سادة العرب والعجم
وأفردت تأليفا لتحقيق صرفه عجيبا بلا شكد عليه ولا شكم
أحطت به علما وأبطلت كلما ا دعوا عدله شرواه كالزفر اليم
وكالجشم الصدر الذي صح نقله وكالقثم الوصف المسوغ من القثم
وذا حصن جهل قد توليتُ فتحه بعلمي بلا سيف ورمح ولا سهم
فجددت نصحا بعد ألف مكمل وقرنين علم العرب بالمحض من علمي
مضى سيبويه الفحل لم يشعرن به ولم يشعر النحرير أخفشه المنمي
ولم يشعر القاري الكسائي عليهم ولم يشعر الفراء بعد ولا الجرمي
ولا ثعلب ولا المبرد قرنه ولا الفارسي فارس النصب والجزم
ولم يشعر ابن الحاجب الندب حبرهم ولم يشعر ابن مالكِ الرفع والضم
ولا ابن هشام جامع النحو لبِّه بمغن وتوضيح وقطر ندى يهمي
ولم يشعر المختار منشي احمراره لنفع عباد الله من نحوه الطم
ولا شيخه انجبنان من كان عنده له فتح الرحمن في النحو في الحلم
ولا ابن ابنه عبد الودود الذي غدا له نحوه إرثا مباحا بلا قسم
ولا شيخه بلا ولا ابن حبيبنا ولا حرمة الرحمن ذو العلم والفهم
ولا غيرهم من كل أروع جهبذ عليم بعلم النحو ذي أدب صتم
وكنت بحمد الله أول مرشد إليه أقود الناس باللجم والخطم
فأرشدتُ قوما مقتدين بوهمهم وكم بين ذي علم يقين وذي وهم
فعلامهم دانوا لذا الصرف طاعة وجهالهم داموا على المنع والغشم
وداموا على لحن الحديث سفاهة وتحريفه الممنوع في النطق والرقم
وداموا على أوهامهم ثم جادلوا بباطلهم ليدحضوا الحق بالوهم
وقد حكموا بالمنع والعدل ضلة بلا بينات قبل حكم لذي حكم
ومالهمُ غير الضرورة حجة وتقليد ميت مخطئ والهوى المعمي
ولو كان ذاك الميت حيا وجاءني لتاب وخص الرجل مني باللثم
وسينيته الشهيرة الرائعة التي قالها وهو في أوروبا متشوقا إلى المدينة المنورة:
يا ريح طيبة هبي لي صباح مسا
واستصحبي من أريج المصطفى نفسا
واستصحبي من عبير الصاحبين شذى
يفوق مشمومه المشموم والهبسا
واستصحبي من خديج نفحة شملت
منها الثنايا العذاب الغر واللعسا
ونفحة من شذاها كنت أعهدها
تشفي الضجيع إذا ما شم أو لمسا
وطيب أنفاسها بعد الكرى سحرا
كي تذهبي عن غريب لوعة وأسى
شيخ من العرب العرباء ليس له
منها نديم ولا ردء ولا جلسا
إلى مدينة خير الرسل موطنه
يشتاق جدا إذا ما ليله دمسا
تقاسم البين والأشواق صورته
قلبا بطيب وجسما حل أندلسا
من يأت طيبة يسئل عنه ذا أدب
يجد محمد محمود بها أنسا
وذاك سعيي لكسب المجد فزت به
قد جال في خاطري قدما وقد هجسا
خضت العباب من الملح الأجاج على
نجيبة لم تكن جلسا ولا فرسا
ولم يعارض أبوها أمها طلبا
للطرق سرا ولا جهرا وما قبسا
من عزه الشعر قولا حين يركبها
تفجر الشعر فورا منه وانبجسا
فلو بلاها زهير كان ممتحنا
بله القلاص عليها كعبه الندسا
ولو بلا سيرها غيلان حين غلا
في سير صيدحه غيلان ما نبسا
ولو بلا سيرها الضليل ما وصف الــــــ
رتك النعامي لا عيا ولا خرسا
بل أعرضوا عن سواها مولعين بها
وأحسنوا نعتهم تسيارها السلسا
نجيبة من بنات البحر ناجية
من زل عن ظهرها في بطنه غطسا
إلى أن يقول:
لكتب أندلس ويل لأندلس
وعلم أندلس من بعد ما اندرسا
جزيرة العلم والإسلام قبل وقد
هدت قواعده بالكفر فارتكسا
وجدت كتبا بها غرا محجلة
منها الجديد ومنها الرث قد درسا
لكنها في حصون الروم محصنة
فنفعها عن مراد الواقف احتبسا
أمسى حديثا معادا أهل أندلس
وأعظما رمما كانت هي الرؤسا
وفاته:
توفي مساء الجمعة لسبع بقين من شوال عام 1322ه-1904م، وشيعت جنازته ظهر اليوم الموالي على نفقة صديقه الشيخ محمد عبده، وترك كل آثاره موقوفة، ولا يزال مكان ضريحه مجهولا.
توفي مساء الجمعة لسبع بقين من شوال عام 1322ه-1904م، وشيعت جنازته ظهر اليوم الموالي على نفقة صديقه الشيخ محمد عبده، وترك كل آثاره موقوفة، ولا يزال مكان ضريحه مجهولا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق