تعديل

الأحد، 22 يناير 2017

الرڭــيــبــات

تعتبر قبيلة ارڭيبات أهم مكون قبلي في منطقة الصحراء الغربية وجنوب المغرب وأقصى الشمال الموريتاني، وبهذه القبيلة يضرب المثل على قبائل الزوايا التي تتحول إلى "عرب" حسب الإصطلاحات الوظيفية في البلد، وهو أمر نادر إذ غالبا لا يقع إلا العكس من تحول "العرب" إلى زوايا كما وقع مع أولاد أبييري والحجاج وإديقب وانتابَ.
يعود نسب الرڭيبات إلى الولي الصالح سيد احمد الرڭيبي، وهو سيدي احمد بن احمد بن احمد بن محمد بن يوسف بن علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن احمد بن موسى بن غانم بن كامل بن تكميل بن زين العابدين بن حيدرة بن يعقوب بن علي بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن عبد السلام بن سليمان الملقب "مشيش" بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن سلام بن مزوار بن علي الملقب (حيدرة) بن محمد بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي رضي الله عنهم بن أبي طالب، ولد سيد احمد الرڭيبي سنة999هـ-1590م، وتعلم العلم واعتنق التصوف على الطريقة الشاذلية، وحل بالساقية الحمراء حيث ذاع صيته وتكاثر مريدوه، وهناك توفي سنة 1665م ودُفن بالحبشي، وكان يحمل اسم جده أحمد بن محمد بن يوسف دفين الرڭيبه بواد درعة فصار يعرف بـ"الرڭيبي"، تزوج سيد احمد الرڭيبي من حسانية من الرحامنة ومنها أولاده الأربعة: قاسم(ت 1710م) واعلِ وأعمر وابراهيم، فذرية قاسم هم المعروفون بارڭيبات الشرڭ، وذرية بقية أبناء سيد احمد الرڭيبي هم المعروفون بارڭيبات الساحل، وهذا الإنقسام تم اختيارا وباقتراح من قاسم بن سيد احمد الرڭيبي الذي رأى فيه حفظا لكافة الأرض التي تملكها أبوهم من خطر الغزاة خصوصا من بني حسان فرحل شرقا إلى محاذاة تيرس الزمور وصار يسم حيواناته بحرف القاف بينما كان وسم إخوته في الشرق حرف الكاف.
ولقاسم بن سيد احمد الرڭيبي ابنٌ واحد هو محمد ثم لمحمد ثلاثة أولاد: بابيه والفقير وداوود، فبابيه أبو العائلتين: أولاد اعلي وأولاد محمد لكحل، والفقير منه: أولاد الرامي وأولاد لحسن وأولاد الصديق وأولاد بريك وأولاد لمجد وأولاد الصاين، وداوود منه: أولاد ابراهيم.
وأما ارڭيبات الساحل فهم:
-ذرية اعلي بن سيد احمد الرڭيبي وهم: أولاد موس وأولاد سعيد وأولاد داوود وأولاد المؤدن.
-ذرية أعمر بن سيد أحمد الرڭيبي وهم: أولاد الطالب وأولاد الشيخ.
- ذرية ابراهيم بن سيد أحمد الرڭيبي اليوم عائلة واحدة هم التهالات.
تحول الرڭيبات إلى قبيلة حربية لما انتشر النهب والصراعات في منطقة الصحراء الغربية لبعدها عن مركز السلطة المغربية وانتشار بني حسانَ بها، وخاض الرڭيبات صراعات مع المجموعات الحسانية وغيرها حتى صار الناس يزعمون أنهم يأكلون لحوم البشر تعبيرا منهم عن شراستهم، ولما دخل الإستعمار الأوروبي(الفرنسي والإسباني) إلى المغرب الأقصى كان الرڭيبات سباقين إلى التصدي له ورفض المهادنة معه، فالوثائق الإستعمارية تشير إلى أن الرڭيبات مثلوا خطرا حقيقيا على المصالح الإستعمارية في الشمال الموريتاني والصحراء الغربية وحتى جنوب الجزائر، يقول بول مارتي:"جهز الحاكم العام لموريتانيا الليوتنان كولونيل موريت سنة 1913 حملة عسكرية تتكون من 350 جنديا وهزم بعض محاربي الرڭيبات وتوغل داخل منطقة الساقية الحمراء وخرب زاوية السمارة التي بناها الشيخ ما العينين، وللرد على ذلك هاجمت قبائل الرڭيبات وأولاد ادليم خيام بعض القبائل القاطنة بمنطقة الحوض المتعاونة مع الفرنسيين في أكتوبر سنة 1913".
ويقول:"وللرد على مقتل محمد تقي الله الملقب وجاه قرر أحمد ول حمادي شيخ السواعد في ارڭيبات الساحل واسماعيل ول الباردي مهاجمة مركز تڭانت سنة 1924م واستولى أتباعهما على 200 جمل فحاول الليوتنان شاميل التصدي لهم لكنه انهزم في المعركة التي وقعت في منطقة لڭديم بالقرب من باب ودان فاقترح الكومانداه ترانشانت على حكومته إنشاء مراكز عسكرية في منطقة كدية الجل لمراقبة الرڭيبات...".
وتصرح الوثائق الإسبانية أيضا بأن إسبانيا أنشأت عدة مراكز في الجنوب المغربي وأقصى الشمال الموريتاني لمراقبة الرڭيبات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق