تعديل

الأحد، 22 يناير 2017

عامر الهامل(بسبع)

هو عامر بن احريز بن محمد بن عبد الله بن عمران بن ابراهيم بن ادريس بن محمد بن يوسف بن زيد بن عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد الدايم بن عمر بن زروق بن عبد الله بن عمر بن سعيد بن عبد الرحمن بن سالم بن عزوز بن عبد الكريم بن خالد بن سعيد بن عبد المومن بن زيد بن رحمون بن زكريا بن محمد بن عبد المجيد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن عمران بن ادريس(الأصغر) بن ادريس(الأكبر) بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، وهذا النسب متفق عليه بين كافة المؤرخين والنسابة الصحراويين، وقد ألفت كتب في تحقيقه منها: إماطة القناع عن شرف أبناء أبي السباع للعلامة المؤرخ سيداتي بن الشيخ المصطف الأبييري وتشنيف الأسماع بشرف بني السباع للشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل القلقمي.
ولد عامر بمدينة فاس المغربية وبها تربى وتلقى العلم، ثم استهواه التصوف فمال إلى أهله وأكثر من مجالستهم، وفي فترة ما قرر الخروج من فاس والتجول في بلاد الله وهو ما يسمى عند الصوفية بالسياحة وهي مرتبة منيفة عندهم، ويقولون إن الله "يفرح" بوجود العُبَّاد في كل مكان من أرضه وهو أفضل من تمركزهم في مكان واحد.
خرج عامر الهامل من فاس يجوب البلاد فعُرف عند الناس بـ"الهامل"، ويبدو أن سياحته قادته جنوبا إلى تلمسان ومنها إلى اتوات(في الجزائر حاليا) وقد نظم بعض مريديه رحلته هذه بقوله:
دونك ما قد نقلوا من خبر........أبي السباعِ عامرِ المشتهر
خرجَ من فاس لتيلمسانا.......فعبد الله بها زمانا
ولم تطب له كريم الذات.......خرج منها قاصدا لاتوات
أقام فيها سنتين فخرج........لقصده للواد دفعا للحرج
ومن اتوات توجه قاصدا السوس الأقصى، وببلدة امريبيط حط رحله واستقر به المقام وكون زاوية صوفية توافد عليها المريدون من كل حدب وصوب فعظم ذكره وطارت شهرته وكثر أتباعه.
وكانت للبرابيش أنذاك سطوة على تلك الأرض، ولما رأوا عظم أمر هذا الصالح أرادوا التأكد من خبره فإما أن يتضح لهم صلاحه فيتبعوه ولا يكون أحد أقرب إليه منهم وإلا نفوه من أرضهم واستراحوا من أمره، فأرسل زعيمهم إليه نفرا منهم وأمرهم باختباره، فلما قدموا عليه رحب بهم وذبح لهم شاة، فلما قدمها إليهم تظاهروا بالغضب وقالوا: "يا هذا نحن رجال مقاتلون وشاة واحدة لا تجدي لنا شيئا بل نعتبرها تنقيصا من قدرنا، والله لتذبحن لكل واحد منا شاة أو لنبطشن بطشا في ما تملك" لكن ذلك لم يظهر أي تأثير عليه ورد عليهم:"كلوا يا أبنائي فشاة واحدة مبارك فيها خير من ألف لا بركة فيها"، عندها انتضى لبرابيش سيوفهم وهموا بتنفيذ ما هددوا به، فما كان منه إلا أن صعد تلة ونادى:"يا ميمون..يا ميمون" فما هو إلا قدر لمح البصر حتى أتى قطيع من السباع يزأرون فخاف لبرابيش على أنفسهم وتوسلوا إليه أن يكفهم عنهم وأنهم من اليوم تلامذته وخدمه، وكانت هذه القصة سبب تكنيته أبا السباع، وأشار إلى هذه القصة القاضي عبد الله بن محمذ بن حامد بن محمذ بن محنض باب الديماني بقوله:
وقد طاب أصل الهامل القرم عامر.......ومن طاب منه الأصل فالفرع أطيب
وكنية هذا بالسباع شهيرة.........وقد أفصح الكتاب عنها وأعربوا
يوافيه أضياف أرادوا اختباره.........فيبدي لهم بشرا بهم ويرحب
ويذبح شاة في قرى عد تسعة.........وتسعين ضيفا والطعام يقرب
فيبدون إغلاظا فيدعو سباعه.........فيحضر منها ما به الضيف يرعب
فيَطلب كف الأسد عنهم ضيوفه.......ومن كان مولاه له ليس يغلب
وقال آخر:
وعامر ذا سار في حال الصغر......جرا عبادة العلي حتى بهر
لذاك قد لقبه بالهامل.........أهل بلاده، وإذ للعامل
على البرابش أتت أخباره.......بأنه قطب سطت أنواره
أخو كرامات على سواه........تعذرت فما له أشباه
حينئذ أرسل ذا وفدا إليه........وقال إن جئتم فضيقوا عليه
إن لم تروا كرامة تبرهن.........عنه وإن رأيتموه فانثنوا
ولا تصيبوه بسوء ودعوا.......علي بإتيان له أنتفع
أو لا فجيئوني به أسيرا.........فقد أضل جمنا الغفيرا
وعدد الوفد على المشهور........تسعون شخصا قد سعت في الجور
وقيل تسعة وتسعون عدد........ذا الوفد والدفاع لي في ذا سند
فجاء ذاك الوفد فاستضافا.......معجزا ذا الصالح المضيافا
فهيأ الطعام ثم قالا.........كلوا سيكفيكم ولو قُلالا
فغضبوا وكلفوا بذبح........شاة لكل واحد ذا الصفح
فارتفع الولي ثم طلعا.......تلا هناك عاليا فصدعا
مناديا يقول يا ميمون..........فجاءه أسرع ما يكون
جند السباع وعليهم صالا.......ليجذب الثياب والأوصالا
بظهر عامر إذا تعلقوا........وسألوه كفها إذ فرقوا
فصار ذو السباع بعد لقبا........له وبالله العدوَّ غلبا
وأخبر الوفدُ الأمير عنه.........بكل ما قد شاهدوه منه
فسار نحوه وأهدى مالا........جما له وطلب اتصالا
به فكان صهره وهو على.........بنت له علت به كل العلا
فهي أم ابنيه عمران العلي.......وأُعمر بذا فخارها جلي
وكما أشار إليه النظم فقد اعتقد زعيم لبرابيش عامرَ الهامل(أبي السباع) وأهدى له جزل الهدايا وزوجه ابنته التي صارت أما لابنيه عمران وأُعمر(بضم الهمزة) ثم تزوج من سملالية فكانت أم ابنه النومر وهؤلاء الثلاثة هم آباء فصائل قبيلة أولاد بسبع اليوم إلا أن أبناء عمران والنومر قليلون في موريتانيا وانتشارهم أساسا في المغرب والجزائر.
توفي عامر الهامل أبو السباع بعد أن تجاوز السبعين من عمره سنة 924هـ ودفن على رأس جبل إضوضان مدن المعروف اليوم بجبل آضاض في بلاد السوس الأقصى حيث كانت خلوته في آخر أيامه، وهو اليوم مزار مشهور للمغاربة، ويزعم سفهاءهم أنهم يأتون بالذبائح التي يريدون ذبحها عند الضريح ولا يمكنهم رفعها إلى رأس الجبل فيوقفونها عند السفح وينادون باسمه ثم يصعدون فيجدون الذبائح تنتظرهم عند الضريح!!
قال العلامة محمدن بن محمد عبد الله التندغي:
أعمُر وعمران لدى لكصابا......قد دُفنا وإن تخي انتسابا
لأم ذين فالهلالية للـــــــــــــــبرابيش الغر انتسابها نُقل
أخوهما النومر ليس بشقيق......ونسله بالغرب كله عريق
والأم سملالية غراء.........تواترت بذلك الأنباء
والجامعُ الكل بلا نزاع.......عامر الهامل ذو السباع
مسقط رأسه بمصر فاسَ كان......وشرُفت بالقبر منه (إضضان
مدن) وتي باللهجة الشلحيه.......أصابع الناس بدون مريه

1 التعليقات:

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
تقولون في نصكم: " ويزعم سفهاءهم أنهم يأتون بالذبائح التي يريدون ذبحها عند الضريح ولا يمكنهم رفعها إلى رأس الجبل فيوقفونها عند السفح وينادون باسمه ثم يصعدون فيجدون الذبائح تنتظرهم عند الضريح!! "
و يحدوني الفضول أن أعرف أنى لكم أن تصنفوهم على أنهم "سفهاء" ؟؟؟

إرسال تعليق