تعديل

الأحد، 22 يناير 2017

الجغرافيا التاريخية(2): ڭـلب لمتيمش

يقع على بعد 22كلم شمال شرق مدينة انبيكه بولاية تڭانت، ذكره محمد ول آدبَّ الكنتي في قوله:
فيك اصديڭ الَ شفت اطريڭ == لمراحل ووخظت امن الظيڭ
اللفريڭ وطيت اطوليڭ == فيه افلمتيمش تتنيمش
شوفت لمتيمش فيك اصديڭ == ي العڭل وهي لمتيمش
 وامتيمش شوفت زاد افريڭ == اصديڭ افحومت لمتيمش



مناظرة علمية

اللغوي الكبير والشاعر محمدُّ بن حنبل الحسني:
يا خائضين بحور العلم مسألةٌ == عنها أجيبوا بأفهام زكيات
عن اشتغال شباب العصر جُلهمُ == عن العلوم بأوراد سنيات
أهذه نعمة في الدين نشكرها == أم هي في ديننا إحدى المُصيبات؟
عبد الله بن مختارنَ الحاجي:
الورد يا خل ذكر والدوام على == ذكر المُهيمن من أسنى المزيات
لكن الأغلب في ذا الورد أزمننا == ترك التعلم معْ تأخير الأوقات
وربما كان بالتعليم مشتغلا == وضم للعلم أورادا سنيات
فهذه نعمة في الدين نشكرها == وتلك في ديننا إحدى المصيبات
الشيخ أحمدُّ بمبى الوولفي:
عنها أجبنا بأفهام مطهرة == من غير مرضاة من أنشا البريات
إن اشتغال الذي بالجهل متصف == بالعقد والفقه من قبل الخفيات
فرض، ومن لم يكن بالجهل متصفا == فليشتغل بالمقامات السنيات
من أبيات للشيخ ما العينين القلقمي:
فالبدء بالعلم للذ نفسه طهرت == أولى وذاك كأدراع حصينات
ومن يرى نفسه بالانهماك عصت == فالبدء أولى بأوراد سنيات
من قطعة للعلامة محمد العاقب بن مايابَ الجكني:
لا يترك الورد-قال التاج نجل عطا ــــــــ ء الله-إلا جهول ذو خُرافات
 أما التبتل قبل سد جوعته == من العلوم فمن أدهى الضلالات

إيڭاون

يعتقد بعض اللسانيين أن كلمة "إيڭاون" تحريف لكلمة الغاوين الواردة في الآية:"والشعراء يتْبعهم الغاوون"(الشعراء: 224) وقرِأ في السبع:"..يتَّبعهم.." بتشديد التاء، حيث يرون أنها تحولت من "الغاوون" إلى "إيغاوون" لتستقر أخيرا على "إيڭاوون" أو ببساطة: "إيڭاون".
تطلق هذه اللفظة في البلد على القبائل التي تمتهن العزف والغناء بغض النظر عن أصولها فهو مصطلح وظيفي لا علاقة له بالأصل البتة.
ازدهرت الموسيقى في الصحراء الكبرى بعد قدوم بني حسان إليها واستيلائهم عليها حيث استتب الأمن لصالحهم، وكما يُقال: الإنسان لا يبحث عن الطرب إلا في الرخاء فحيث عم الرخاء ظهرت الفنون الإنسانية وانتعشت، ويؤثر عن حجة الإسلام الغزالي قوله:" من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود و أوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج"، تأثرت الموسيقى الصحراوية بالثقافتين المحادتين لها: الزنجية والعربية فنتج عن هذا المزيج لون موسيقي خاص مبتكر، ابتدع الزفانون الصحراويون آلات موسيقية وطرق عزف لم يسبقوا إليها، فقد اتخذ رجالهم "التيدنيت" آلة عزف على منوال "العود" في الثقافة العربية، واتخذت نساءهم "آردين" الذي ما هو إلا تغيير لشكل التيدنيت لتتميز المرأة عن الرجل، ومبدأهما واحد.
عزف الزفانون الصحراويون نغمات على منوال الزنوج وسموها "الردات الكحل" وأخرى على منوال العرب وسموها "الردات البيظ" وأخرى جمعت اللونين سموها "الردات الزرڭ"، لتولد من ذلك ثلاثُ طرق موسيقية أو ما يُعرف بالجانبات "البيظَ، الكحلَ ولڭنيديَّ"، وقسموا المحطات الغنائية في كل واحدة من هذه الطرق إلى أربع تشمل أهم مشاعر الإنسان: يبدؤونها بـ"كر" وهو مَقام الفرح والطرب ويُثنون بـ"فاقُ" وهو مَقام الحماس والفخر ويثلثون بـ"سنيمَه" وهو مَقام الحُب والوجدانيات ثم يختمون بـ"لبتيت" وهو مَقام الحُزن ورقة العاطفة، ويتم الإنتقال من محطة إلى أخرى بإرخاء أحد أسلاك التيدنيت أو آردين، فيكون لبتيت-وهو آخرها-مرخى الأسلاك كلها فهو بارد هادئ.
وكانت الموسيقى-ولا تزال نوعا ما- ذاتَ أهمية خاصة لدى الصحراويين، فأي إمارة أو زعامة قبلية لم يكن لها زفانون فمحكوم على تراثها ومآثر أبنائها بالإندثار والخمول، وفي المُقابل تنافس الأمراء والزعماء وحتى العلماء على كسب خواطر هؤلاء لاستدرار قرائحهم وتحريك عواطفهم بأي ثمن، فهذا اعلي بابي بن بكار بن اعمر الإدوعيشي أحد زعماء إدوعيش ينقل سدوم بن انجرتو من الحوض إلى تڭانت مُقابل "كريت سدوم" التي صارت مضرب مثل في الغلاء حيث اشترط من بين أمور أخرى: نصيبا من كل شيء(إبلا أو بقرا أو غنما أو حصادا) يطرأ على الإمارة، وجلب الماء له مجانا كل يوم، وجمل يدفع عن كل زواج يقع في إدوعيش، وله الظهر من كل ذبيحة، ونصيب من كل صيد، ومن يذبح له ويسلخ بلا أجرة.
وكان من كمال الفتوة عند "العرب" أن يكون الشاب "مفتوح في أزوان" أي عارفا به متذوقا له يحضر مجالس الطرب ويبجل الزفانين، وفي كل إمارة تقريبا ظهر أمراء أدباء مفتوحون في أزوان: ففي الترارزه: اعلِ بن محمد لحبيب أمير الضفتين وابنه بياده وأحمد بن الديد، وفي أولاد امبارك: الكفيه بن بوسيف، وفي آدرار: سيد احمد بن أحمد العيده، وفي إدوعيش: امحمد بن امحمد شين وابراهيم بن ابراهيم والدان بن بكار، وفي إمارة مشظوف: محمد المختار بن اعلِ بن محمد محمود المعروف ب"ول تارمبَ"، وكان ذلك شأن بعض الزوايا أيضا خصوصا في "الڭبله"، ومن نظر في الجزء الذي خصصه ابن حامد للغناء والمغنين من موسوعته عرف صدق ما ذكرنا، وهذان العالمان: حرمه بن عبد الجليل العلوي وغالي بن المختار فال البصادي يستمعان إلى مغنية في شبابهما فينتشيان طربا ويقول حرمه:
ما لي أراك على حال سوى حالي == أما سمِعتَ غنا منينَ يا غالي؟
فيقول غالي وقد بلغ منه الطرب كل مبلغ:
ردت علي سرابيل الصِّبا جُددا == بعد ارتدائي لها بردا بأسمالي
وهذا العلامة محمد بن أبي مدين الديماني يقول للفنانة ياقوته بنت اعل وركان:
صوت تردده الحـــسناء ياقوتا == تنال من حســــنه شذرا وياقوتا
دامت سلامتها جذلى وحاسدها == لا زال عند جميع الناس ممقوتا
وهذا العلامة ڭراي بن أحمد يورَ الديماني يقول للمختار بن الميداح:
لصوتك فى كل القلوب دبيب == فهو إلى كل الأنام حبيب
تفردت فى الضرب الأصيل وفى الغنا == فلم يبق للشادين عنك نصيب
إذا صدئت مرآة قلب فما لها == سوى الضرب والترديد منك طبيب
وإن أخطأ الشادون فى طرق الغنا == فإنك فى طرق الغناء مصيب
فأعطاك يا مختار ربك نصرَه == وتيسيرَه فهو القريب مجيب
ومن أشهر العائلات الفنية في موريتانيا:
*لحساسنه: في الحوضين وتڭانت، منهم أهل انجرتو.
*أهل مانُ: في الترارزه ومنهم أسرة أهل الميداح الشهيرة والدهم أعمر بن مانُ عرف بالميداح لكثرة أمداحه للنبي صلى الله عليه وسلم، قال فيهم العلامة المختار بن حامد الديماني:
مُداح خير الورى أبناء مداحه == دراس سيرته حفاظ أمداحه
الباسطون لآتيهم وجوههمُ == جُلاب أفراحه طراد أتراحه
يسقون مسمعه من راح شدوهمُ == فينتشي بالذي يسقاه من راحه
هم القريبون من مجد ومن كرم == أما الخنا فهم الناؤون من ساحه
*أهل آوليل: في الحوضين، منهم أهل نفرُ وأهل بوبَ جدُّ وأهل شغالي وأهل أحمد زيدان.
*أهل البُبانْ: أسرة شهيرة في الترارزه.
*أهل آڭمتار: في الحوضين، منهم أهل حمبارَ وأهل النانَّ وأهل السيد.
*أهل انڭذيْ: في الترارزه كذلك.
*أهل اعلِ وركان: في الترارزه كذلك.
*أهل أحمد لولي في الترارزه.
*أهل الدندان: في الحوضين، منهم أهل أعمر تيشيت وأهل اعل خدجه.
*أهل أسيساح بآدرار.
*أهل سدوم المختار بلعصابه وتڭانت، منهم أهل ايده وأهل أعمر إيڭيوْ.
*أهل دندني في الترارزه.
ومن مشاهير إيڭاون:
-أبو أزوان سدوم بن انجرتو من لحساسنه.
-فاطمه السالمه بنت البُبان: التي رثاها ابن أحمد يورَ بقوله:
يا روضة عند "تنضكصاله" حُييت == ومن أذى وصدى في القبر نجيت
يا ذات صوت وصيت عند فقدهما == لم يبق في الحي من صوت ولا صيت
-لعور بن انڭذي الشهير، الذي يقول له ابن ابنُ:
شاعر فالهول امعاك اتلَ == ايعود افزر وعت افزر
ذاك الزر امن الهول اخلَ == وذاك الزر امن الهول اعمر
-المختار بن الميداح الفنان الأديب الشهير من أهل مانُ.
-سيدِ بن دندنِّ من أهل دندن الذي قال فيه يعقوب بن أبي مدين الديماني نسبا الأبييري وطنا:
تقاصر أهل الشدو عن نجل دندن == فليس يحاكى نجل دندن في الفن
يحرك مني شدوه كل ســــاكن == ويُذهب أحزانى ويبــــعدها عني
-سيمالي بن همد فال: من لحساسنه، وهو الفنان الشهير.
-عبد الرحمن بن انـڭـذي: الفنان الشهير وزوجه عيشه بنت محمد اعلِ بن انـڭـذي.
-الخليفه وسدوم ابنيْ ايده اللذين اشتهرت تسجيلاتهما وكانا بدري زمانهما وهما من أهل سدوم المختار.
-أسرة أهل آب: سدوم وسداتِ والعندليب ديمِ وخليفتها ڭرمي.



الجغرافيا التاريخية(1): ڭلب الكركار

 ڭلب الكركار في ضواحي تنبدغه غير بعيد عنها، هو المقصود بـ"القُليب" في قول محمد المختار بن امباله:
وقلبي للقُليب يحن هل لي == هنالك في القُليب من وقوف
وذكره الشيخ محمد لمين بن سيد امحمد المشظوفي في قوله:
يامس عند الكركار == جاو اعلين خطَّار
ڭالُ عنّْ ابلحبار == أهلُ نزلُ بڭيلْ
واعلم بيهَ بكار == واجحدهَ بيه الويل
ولا حسيت ابلخبار == الين العاد الليل
أمَّانَ ي المعبود == لُ كنت اعلمت اڭبيل
أنْهم بڭيل انعود == ڭيلت اڭبيل أڭيل
وذكره كذلك القاضي سدات بن حمادي القلاوي في قوله:
واسكِ مذْ فات امن اطبول == بين الكركاروبطبول
واركاب الدهر الِّ اتصول == من كل انهار وليلَ
واركاب اتجِ واجميع هول== هومَ واغيود النيلَ
عالم مُلانَ والرسول == والجماعَ لفْضيل
 عن عاد اعليَّ فرظ ڭول == ان الدنيَ ثقيلَ



إدولحاج

لدى الحاجي تقضى كل حاج == فإما احتجت فاستنجد بحاجي
وفتش يوم تفجعك الليالي == عن الحاجي في الخطب المفاجي
يجبك إذا لجأت له سريعا == كأنك جئت تتحفه بحاج
تجد فوق الذي أملت منه == ويصغر عنده ما أنت راج
فتحسبه-إذا ما احتجت يوما == إليه-لاحتياجك ذا احتياج
لديه أكبر الحاجات تقضى == والأكبر فيه الاصغر ذو اندراج
هو الحاجي من يلجأ إليه == لدى اللأوى يجد ملجا للاج
هو الوزر المفرج كل كرب == إذا يئس الطبيب من العلاج
يهش لكل محتاج إليه == ويلقاه ببشر وابتهاج
بدون تبجح وبلا تجن == ودون تلكؤ وبلا لجاج
تعني كلمة إدولحاج: أبناء الحاج والمقصود أبناء الحجاج إذ هم ذراري أربعة رجال حجوا كلَّهم بيت الله الحرام-حسب المتداول- وكان أول هؤلاء الحجاج قدوما إلى الصحراء هما الحاجَّان: عثمان ويعقوب فالأول اختُلف في نسبه باختلاف قراءة النسبة المكتوبة على قبره فبعضهم قرأها: "الخزرجي" والبعض قرأها: "المخزومي"، وعلى القراءة الأولى جرى الشيخ محمد المامي الباركي حيث يقول:
وآل الحاج أنصار كرام == إلى أبناءِ جفنة ينسبونا
بينما دأب خلق من عقب الرجل على اعتبار أنفسهم من ذرية عكرمة بن أبي جهل المخزومي رضي الله عنه.
وأما الحاج يعقوب فنسبته إلى عقبة بن نافع القرشي متداولة مسلمة عند جبل من النسابة والمؤرخين.
قدم الحاجان المذكوران على آدرار في القرن الثاني عشر الميلادي حيث أسسا مدينة ودان سنة 1142م وأقاما بها ينشران العلمَ فقد كانا من أفراد وقتهما فيه فهما المؤسسان الفعليان للمحظرة الودانية التي ما فتئت عبر التاريخ تنافس ضرتها الشنقيطية.
والتحق بهما لاحقا الحاج اعلي الصنهاجي من ذرية يحي بن عمر اللمتوني أخي الأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني، ثم قدِم الحاج عبد الرحمن الصائم وهو ابن عم الحاج عثمان.
شكلت قبيلة إدولحاج قوة حربية وثقافية واقتصادية قلت نظيراتها في المنطقة، فيُذكر أنهم أول من أقام مواسم تجارية مع الأوروبيين في القرن السادس عشر الميلادي حيث بدأت تجارة الصمغ العربي مع البرتغاليين، كما كانت محاظر ودان عامرة مورودة تدرس مختلف العلوم الشرعية واللغوية والمنطقية والتاريخية والأدبية وخرجت علماء أفذاذا سنذكر بعضهم، واشتُهرت حروب المجموعة الودانية مع المجموعة العلوية في شنقيط ثم في تجڭجه.
وإدولحاج أربع فصائل بعدد الآباء المؤسسين:
-ذرية الحاج عثمان: يعرفون بأولاد الحاج وهم أساسا بطنان: أولاد امحمد بن الحاج وأولاد ابراهيم بن الحاج.
-ذرية الحاج يعقوب: يعرفون بإدياقب وهم ثلاثة بطون: أهل خالِ اعبيدي وأهل أشفغ السيد وأهل سيد احمد الفزاز.
-أولاد الحاج اعلي: وهم بطنان: لوتيدات وإدوبج، فمن لوتيدات: أهل عبدينَ سيدِ، وأهل حما ميلود، وأهل أحمد هنديدي.
ومن إدوبج: أهل سيد محمود القبيلة الشهيرة، وأهل باحمد، وأهل أبابه، وأهل عُبيدي بن المُختار، وأهل امانه، وأهل ابَّ الصباره، وأهل احميدِ لمين.
خرج لمرابط سيد محمود بن الطالب المختار بن محمد بن عبد الله بن باهندِ بن النجيب بن محمد المُختار بن النجيب بن محمد بن أبيجه(جد إدوبج) من ودان لطلب العلم فنزل بمحظرة الطالب مصطفى القلاوي قبل أن يستقر بشمال لعصابه حيث توارد عليه الطلبة والمريدون، والتحقت به أفواج من أبناء عمومته، وبيته "راص اعريش أغراب" إدولحاج، بل وعموم صنهاجه، فقد توارثت فيه السيادة النافذة والعزة القعساء اللامُدافعة، ومن لمرابط سيد محمود تفرعت أربع عائلات: أهل عبد الله، وأهل محمد الراظي، وأهل الجِيلاني، وأهل محمد المختار.
كما انصهرت فيهم مجموعات أخرى كثيرة من تياب وطلبة للعلم خصوصا من إدوعيش والرعيان، ومن مجموعاتهم: السواكر والزبيرات وتغْده.
ذلك الحلف الذي عُرف بـ"حلف أهل سيد محمود" والذي أسسه تطبيقيا عبد الله(النَّهاه) بن سيد محمود مطلع القرن التاسع عشر لمواجهة كنته، ثم عظُم خطره وقويت شوكته خصوصا على يد ابنِه محمد محمود بن النَّهاه حيث صار يشكل خطرا حتى على وجود إمارة إدوعيش، وصارت لهم زعامة وأراض واسعة تمتد من جبال تڭانت حتى نهر السنغال ومن أفام لخذيرات شرقا إلى جوك غربا.
-ذرية الحاج عبد الرحمن الصايم: المعروفون بالصيام وبطونهم: أهل عبد الله، وأهل حمادي، وأهل الامين، وأهل حبيب الله، وأهل جنبوب.
ومن خريجي مدرسة ودان الذين وعدنا بذكرهم:
*محمد بن أبي بكر من أولاد ابراهيم بن الحاج عثمان: صاحب أقدم تأليف موريتاني وُقف عليه وهو:"موهوب الجليل شرح مُختصر خليل".
*سيد احمد الفزاز بن محمد من إدياقب: من أصول الفقه في البلد، أخذ شرح الحطاب بالسند إليه وهو أول من أدخله إلى البلد.
*سيد احمد ايد القاسم من إدياقب: المعروف بشيخ مشائخ ودان، تخرج على يده في الفقه: عبد الله بن محمد العلوي المعروف بقاضي لبراكنه، والطالب محمد بن المختار بن الأعمش العلوي.
*أحمد سالم بن الامام امحمد من أولاد ابراهيم بن الحاج عثمان: كان فقيها قاضيا لغويا منطقيا.
*الشاعر البليغ أحمد سالم بن السالك من أولاد ابراهيم بن الحاج عثمان.
ومن علماء إدولحاج أيضا من غير أهل مدرسة ودان:
*لمرابط سيد محمود، وابنُه عبد الله.
*الطالب أحمد بن اطوير الجنه من أسرة أهل اطوير الجنة الشهيرة من الصيام: العلامة المؤرخ الشهير.
*العالم الصالح باب بن حمدي من إدولحاج الڭبله من أولاد الحاج.
*العالم المختار بن ابلول من إدولحاج الڭبله من أولاد الحاج أيضا.



قبيلة إدودنيقب المجلسية نسبا الشمشوية وطنا



إمارة إدوعيش

بعد تفكك دولة المرابطين في أواخر القرن الخامس الهجري-بحر القرن الحادي عشر ميلادي تقاسمت التكتلات من أحفادهم وأحفاد حلفائهم بلادَهم، فكان أن احتفظت ذرية الأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني وأخيه يحيَ بن عمر اللمتوني بزعامة محلية على وسط موريتانيا حاليا وحتى الحوضين في الشرق ولعصابه في الجنوب ولبراكنه شرقا، ولما قدم بنوا حسان إلى هذه البلاد وبدأوا صولاتهم وجولاتهم للإستيلاء عليها أضعف ذلك التكتلات الصنهاجية كثيرا وقلص من حدود نفوذهم، إلا أنهم ظلوا متمركزين في هضاب تڭانت متمنعين أمام الهجمات الحسانية.
ويروي أبو التاريخ الموريتاني العلامة المختار بن حامد الديماني رحمه الله أن اوديكه بن آكر بن بڭه(المعروف بآڭر أن بڭه) بن أنمر بن عثمان وهو من أحفاد يحيَ بن عمر اللمتوني قام في بحر القرن السادس عشر الميلادي بإخفاء ابنه بنيوڭ عند أسرة علوية في شنقيط خوفا عليه من بطش بني حسان، فصار الرجل العلوي يقول لأبناءه أنه أخوهم، فلقبوه:"خونَ".
ما إن شب "خونَ" حتى ظهرت عليه مخائلُ الحكمة والشجاعة، ففكر في لم شمل قومه وتوحيد كلمتهم، ودخل في صراعات مع بني حسان(خصوصا أولاد امبارك وأولاد الناصر) تمكن بعدها من إرساء قواعد قوة صنهاجية صاعدة تنافس القوى الحسانية.
كان ذلك الحدث إعلانا لقيام إمارة "الأنباط"(أي الزعماء بالصنهاجية) الذين عرفوا عند مجتمع البيضان بـ"إدوعيش" وهي نسبة استاقوها من جدهم آڭر أن بڭه لأن آڭر تعني بالصنهاجية "يعيش" من باب التفاؤل، فمعنى إدوعيش=أبناء يعيش، امتد نفوذ إمارة الأنباط من المجابات الكبرى في الشمال والشمال الشرقي إلى "الجام آدرار" في الشمال الغربي إلى أڭان غربا إلى ڭورڭل لبيظ جنوبا إلى أفله في الجنوب الشرقي، وعرفت عنهم حدة الشوكة وشراسة الفعلة والنخوة، وتعاقب على حكم هذه الإمارة:
1- امحمد بن خونَ: ورث امحمد زعامة والده وواصل سياسته لإيجاد الذات فأقام تحالفا مع أولاد امبارك لتخفيف المهمة عليه، وزوج ابنتيه العاليه وعيشه لهنون لعبيدي أمير أولاد امبارك، وهو من قام برسم حدود لإمارته وأجبر المجموعات الحسانية على الإعتراف بها، وكانت وفاته في أواخر القرن السابع عشر الميلادي أو بداية الثامن عشر.
2- أعمر بن امحمد بن خونَ: وقع في عهده الشقاق بين إدوعيش وأولاد امبارك وجرت بينهم وقعات أظهرت مهارات إدوعيش القتالية، وكانت وفاته في حدود 1732م.
3- اعلي بن امحمد بن خونَ: لم يدم الإستقرار في عهده حيث أن ابن أخيه بكار بن أعمر نازعه الحكم، وكانت وفاته سنة 1757م.
4- بكار بن أعمر: تمددت الإمارة في عهده جنوبا حتى النهر فسميت منطقة "باكل"(تحريف بكار) باسمه وسميت منطقة سيلبابي باسم ابن أخيه عثمان بن اعلي بابي فأصلها "احسيْ ول اعلي بابي" ثم تحولت عبر النطق إلى "سي ول اعلي بابي" قبل أن تستقر على اسمها الحالي "سيلبابي"، وفي عهد بكار هذا جاء أخوه اعلي بابي بن أعمر بالفنان الشهير والأديب الكبير سدوم بن انجرتو من مضارب أولاد امبارك بعد أن اشترط الأخيرُ عليه شروطا قاسية صار أهل تڭانت يضربون بها المثل فيقولون للشيء الغالي الثمن "هذا الا كريت سدوم"، كما قام في عهده الصراع بين إدوعيش وأولاد امبارك توج بجلاء الأخيرين عن تڭانت.
والأمير بكار هو الذي أنشأ سدوم في حقه "اتهيدينت لحنوشَ" لما لدغت أفعى الأمير، ومن تلك اتهيدينه:
يَحْرَگْ لحْنُوشَ منْ عَنْدْ سَيْمَّانْ == ايلَ كَيْشْكَاشَ وبُزرَّيْگْ
ويَحْرَگْ بونَيْنَ ويَحرْگْ اجْرَانْ == ويَحرْگْ آنْطيشْ ويَحرْگْ آوْسيگْ
ويَحْرَگْ خَبْخَاپَ امْ الْكرعَان == ومُخيطْ لَرْضْ ازَلْفُو ابْلحْريگْ
ويَحْرَگْ لعْگاربْ مَذَ منْ الْمانْ == والعزَّ والْمَزَّ واصْديگْ
بعَدنْ عَطْبُوهْ النَّاسْ ارْژَانْ == فارْخَ مَا عَيْرتْ لمْخَاليگْ
لُ مضاتْ مَاتْلَيْتْ انْگودْ لَظْعَان == ولاَتْلَيْتْ انْگولْ الْ مَخْلُوگْ گيگْ
وازُوغْ ذَ كَامْلْ اعودْ تهْدَانْ == وانْعَادلْ لعْدُ وانْعَادْلْ اصْديگْ
وانْتَمْ نحْملْ تَكْ الْبيظَانْ == والْهُمْ نَگْبلْ يَاسْرْ امْنْ اطْفيگْ
وبَعْدنْ گَوْمْ الظُّلْمْ والتّمْتَانْ == رَاحْتْ امْنْ التَّكْ ومنْ لخْنيگْ
وامْنْ القَتْلْ واگليعْتْ الْحَيْوَانْ == والْعَكْسْ واتْمضرْغيدْ واتْژَعْگيگْ
وكانت وفاة الأمير بكار سنة 1761م.
5- امحمد شين بن بكار: كان صلب العزيمة شديد الشكيمة، واصل الصراع مع أولاد امبارك بدموية أعنف، فقرر جمهور لمغافره التصدي لخطره وتألبوا على حربه فوقع حصار احنيكات بغداده الشهير قرب تجڭجه إلى الشرق منها، وكان شديدا على إدوعيش، دام ستة أشهر وانتهى بتقديم إدوعيش هبة جزلة للبراكنه رؤساء لمغافره فلما جلوا أجلت إدوعيش البقية.
وبعد الحصار قوي وجود إدوعيش في تڭانت بل امتد إلى لعصابه والرڭيبه.
وتوفي الأمير امحمد شين سنة 1788 ودفن قرب ڭرو.
6- امحمد بن امحمد شين: انقسمت إدوعيش بعد وفاة امحمد شين إلى طائفتين هما بخواڭه ومكزوزه، وكان محمد من زعماء بخواڭه فاستولى على الإمارة وحارب مكزوزه، وقوي إدوعيش في عصره فانتصر على أولاد امبارك في أكثر وقعاته معهم وتوسعت إمارته جنوبا وإلى الجنوب الشرقي، وكان عادلا مهابا فكان يشق الطرقات في الجبال ويسد المغارات ويؤدب الظلمة، وبلغ من الهيبة والعز أن صار ينتجع خارج حدود إمارته في سنوات القحط فيقول مفتخرا:
نجع لعنايَ والتشطاط == سوحلُ ابمبروم الليَّ
وكال ساحل عكلت لنباط == وكال تل المداحيَّ
وڭلب ميجك واڭليب الغين == كالهم نجع اخلاص الدين
واجوير وعكلت تورين == كالهم بين اهل النيَّ
وكال وحدُ نعم أماسين == وافتاسَ والعرڭيَّ
نجع رفعت مسلم مظلوم == شام من درڭل وادروم
بصماميط وتنيموم == ولاعرابيات اللرويَّ
وصد راحل بشناه اليوم == لارض ڭلمسي والليَّ
مات بعد أن انفجرت عليه حزمة من البارود سنة 1820م ودفن عند الصبيبير بلجام تڭانت.
وانقسم إدوعيش بعد موته إلى طائفتين متناحرتين إحداهما بزعامة اسويد احمد بن محمد بن امحمد شين والأخرى بزعامة عمه المختار وإخوته، ولَقبت الأولى منهما الثانيةَ اشراتيت للتعبير عن ظلمهم وسيبتهم، ولقبت الثانيةُ الأولى أبُكاك وهو نوع رديء من الصمغ للتعبير عن أن الحرب ألجأتهم إلى أكله، ودارت الحرب بين الطائفتين سنوات إلا أن معظم تڭانت كان خاضعا لأبكاك.
7- اسويد أحمد بن امحمد بن امحمد شين: اشتد الصراع في عهده بين اشراتيت وأبُكاك فكثُرت التوبة في صفوف الفريقين والإلتحاقُ بالعالم الفارس عبد الله بن سيد محمود الحاجي الذي فتح بالموازاة مع ذلك الحرب على كنته، وكان اسويد احمد جلدا صبورا خبيرا بالمراوغة يروى أنه جرح مرة بضع عشرة جرحا فأصبح مضمد الجراح صائلا على أعداءه، ولما توفي عمه المختار سنة 1826م مال إليه أكثر اشراتيت فحارب بهم عمه اعلي بن امحمد شين الذي تحالف مع كنته وأولاد الناصر ووقعت بينهما أيام شديدة.
قُتل اسويد احمد غدرا على يد مولى لعمه اعلي في نوفمبر 1829م ودفن في أفام لوديات شمال غرب الرشيد.
وبعد موته اشتدت الحرب بين أعمامه سليمان وعبد الله، إلى أن دخل ابنه بكار على الخط فاستولى على الإمارة.
8- بكار بن اسويد أحمد بن امحمد بن امحمد شين: كان محالفا لعمه عبد الله، ولما أحس من نفسه القدرة على الحرب انشق عنه ونصب نفسه أميرا لتڭانت فانضم له جمهور أبُكاك وأهل سيد محمود ووقعت بينه وعمَّه عبد الله وقعات دامية من أشدها يوم أوسار واضطر عبد الله إلى الإلتحاق بكنته ومساكنتهم.
استبد بكار بملك جمهور إدوعيش، وكان حكيما شجاعا كريما ناصرا للمظلوم ذابا عن الزوايا، بدأ التبادلَ مع الفرنسيين وخاض حروبا توسعية فامتلأت الأرض رعبا منه، وفيه قيل:
أخيار عرب أمساڭَ == واخيار عرب احسيْ أحمد
واخيار مجموع أزناڭَ == بكار ول اسويد احمد
حارب اشراتيت حتى أخمد ثورتهم، وحارب أولاد امبارك حتى شارك في القضاء عليهم، وحارب مشظوف حتى ضيق عليهم، وحارب لبراكنه والترارزه وأولاد يحيَ من عثمان الذين تدخل في إمارتهم عدة مرات(انظر حديثنا السابق عن إمارة آدرار).
وطال عمر بكار حتى أدرك الإجتياح الفرنسي الذي بادر كردة فعل عليه بقطع التجارة مع الفرنسيين ثم تصدى لهم بنفسه واستشهد وبندقيته في يده في معركة بوڭادوم ضد المستعمر فرحمه الله.
9- عبد الرحمن(الدان) بن بكار: تولى عقب أبيه وكانت إمارته رمزية لاستيلاء المستعمر عليها، كان من فتيان زمانه المذكورين، مدحه الأديب امحمد بن هدار لحراكي بقوله:
عبد الرحمن امنين اغيب == ال لهلُ يختير اجيبْ
أسمع زين وشان وترهيب == واسمع زين وترهيب وشان
وكانُ عند ڭاع اڭرييب == ڭبل اغيب امحصلهم كان
عبد الرحمن أهل الطلبَ == يعطيهم مالُ بالطربَ
ولا يڭبظ للطلبَ زغبَ == وحسان اماسيهَ دكانْ
ما يعرف يڭس للطلبَ == ولا يعرف يليان الحسان